إلى متى الإنتظار
منذُ أنْ غدوتُ بِالمَهْدِ طفلاً
لَعَقْتُ حُبَ الآلِ لبناً بِوجْدِي
أَذوبُ في حُبهم يوماً فيومٍ
على نَهْجِهُمُ باقٍ ، هذا دَربي
ما كان لِلِدُنيا أنْ تُمَثِلَ عثراً
أو رِيحِ عَصْفٍ لِتَهُزَ نَفسي
لا لَيْسَت تِلْكَ مِنْ أَيَما شيمٍ
لا لَيْسَت الأُمُوُر لِهُنا تُؤَدَي
إنّي اليَوْمَ واقفٌ منتظراً
حائراً ، أنُاجِي الإلهَ و أُلبّي
أُناغِي بِالدُعاءِ إِمامَ زمانٍ
قَد سَكَنَ فِي أَعماقِي و لُجّي
دُموعِي غَمراتٌ روّت الثرى
و أثكلتهُ حتى صارَ بِحزْنِهِ يهوي
هُمُومِي حَمَلتْها بِأثقاِلها ريحٍ
و صارت قصةً لبياديها تحكي
أيّ الأُمُورِ إلِيِه تلك آلتْ
حتى مَضَتْ بِالقُلوبِ فَتَسْبِي
أيا دَهْرُ أَمَا كَفَاك بِنا بَغياً
فالدَمعُ مِنْ جَوْرِكَ بَاء يَشكي
إني اليوم ماضٍ في حديثٍ
فالصمتُ داءٌ مَا عَادَ يُجْدي
إلى صاحبِ الأَمرِ أَكْتُبُ شِعراً
و هل يَا تُرى يَفْدِيِهِ شِعري؟
أبياتٌ بعبقِ المَحَبة أَنْسُجُها
و أكتبُ عليها بقطراتِ دمّي
عَلَى جُرْفِ الزمانِ أبْقى صابراً
و على قائمة المنتظرين إسمي
و هلِ المُوتُ يُمَثِل لِي عَائِقاً
يعوقني عن نصرةِ ذاكَ المُلَبُي
لأقَومَنْ مِنَ القبرِ لابِساً كفناً
حاملا لوائهُ ، شاهراً سيفي
في جيوش عدله سأكونُ واقفاً
و إلى قُبَةِ الحسينِ مُوجهاً نَظَري
يقف الإمامُ لِلحسينِ مُخَاطِباً
اليومُ مَوعِدُ النصرِ يا جدي
على الظلمَةِ الكَفَرةِ سَأكون حَاملاً
و على معاشرِ الفجارِ سأقضي
و يوم ينزّل المسيح من سماءٍ
فتراه خلف الإمام يصلي
كل حاقدٍ على أهل البيت غداً
بحسرةٍ و ندمٍ لاطما ًو يبكي
أما بانت لكَ مَكارمُ قومٍ
فأبيتَ بجهلكَ ، و اتهمتهم بالشركِ
فلتذهب ببغضك الى موضعٍ
تكوى فيه الأبدان و تَصْلي
متى ضهوركَ يا مولايَ عَجِل
متى تدعونا فنلبيك يا مهدي
منقووول