اصبحت دماء الشعب في العراق الديمقراطي التعددي مادة للمتاجرة الاعلامية والسياسية ووسيلة لترويج البرامج الانتخابية والفئويه بعدما اتضح ان غالبية الاحزاب ( المتعددة التسميات) لاتمتلك برامج سياسيه وانما مجرد تنظيمات ديكوريه بيافطات عريضة وجماهيريه محدوده تعد بعدد اصابع اليد وانها دخلت المعترك السياسي لاهداف وغايات لاتقل عن اهداف وغايات مثيلاتها في الوصول الى السلطة وتبوء المناصب والحصول على المكاسب والامتيازات وحصد ثمار النضال السري في بلاد الفرنجه بعيدا عن هم الوطن ومعاناة الشعب ، هذا الشعب الذي تحمل جور النظام وبطشه وذاق مرارة اقسى حصار اقتصادي شهده التاريخ ودخل في اتون حروب عبثية لادخل له بها وانما سيق اليها بعنف السلطة وجبروتها ...
فمن اجل عيون الصراع السياسي تغسل ارصفة العراق بدماء الابرياء ، ينحرون كقرابين لاجل عيون الديمقراطية الوليدة التي جاءت تحت وقع سرفات الدبابات وازيز الطائرات وفوهات البنادق الامريكانيه ، لم تأت الديمقراطية الى بلادنا بفعل جهود الغيارى واسقاطهم للنظام الديكتاتوري باسلحتهم لاباسلحة العم سام الذي قتل ابناءنا بالجمله وهتك اعراضنا واغتصب ارضنا ويتم اطفالنا وشرد اولادنا ودمر بنيتنا التحتية وساهم في دمار النفس البشرية وفتك بالبيئة العراقية من خلال استخدامه الاسلحة المخضبة باليورانيوم ...
كنا سنقبل ايديهم لو كانوا جاءوا فاتحين ومحررين لبلدهم بتنسيق مشترك فيما بينهم لا ان تخلصنا امريكا من طاغية وتدخلنا في احتلال كافر وبغيض اذاقنا مرارة الحياة وذلها ، لااعرف كيف لمناضل ان يجلس في مقهى او جامع وينتظر من يهئ له الكرسي ليقول له تعال وفرنا لك كل شئ وماعليك الا ان تجلس على الكرسي سالما منعما وغانما مكرما ولانريد منك الا ان تقبل بشروطنا واجندتنا مهما كانت فنحن اولياء نعمتك ولنا الفضل عليك فلولانا لماوطأت مؤخرتك الكرسي ولاوطئت اقدامك العراق ...
دماء العراقيين باتت مادة اعلامية دسمة للسياسيين والقنوات الفضائية ووسائل الاعلام المقروءة والمسموعة ، ما ان يسقط مئات العراقيين صرعى مشتتي الاوصال حتى يبادر الساسة الى اصدار بيانات تزويقية يستنكرون فيها سفك دماء العراقيين ولايعلمون بانهم السبب الرئيس في اراقة تلك الدماء والتاريخ سيكشف ذلك عاجلا ام اجلا ، واخرون يبادرون الى الاتهام الفوري الجاهز لجهات معينة لابعاد الشبهات عنهم ، وبعضهم يتبرع بالدم وكأن دماء العراقيين الذي لايعادل باموال الدنيا تساويه قنينة دم غير طهور تبرع بها سياسي من اجل الفات نظر الاعلام ..
تاجروا في كل شئ ياايها السادة مثلما تاجرتم بالوطن ، ولكن احذروا المتاجرة بدماء الشعب لان تكاليفها غالية ، وان خسارة الدم ليست كخسارة المال في بضاعة فاسدة كاسدة ، دماء الشعب غالية جدا لن تكون عرضة للمراهنات والمزايدات السياسية والاستعراضات البهلوانية ، الشعب يقرأ تقاسيم وجوه السياسيين ويعرف من يتاجر بدمائهم ولن يتنازل عنها مهما طال الزمن فهناك قضاء وهناك عدل الهي ، وان دماء الابرياء وارواحهم تطارد الجناة ليل نهار ، او بالاحرى ان الجناة دائما مايحومون حول مكان الجريمة ليكشفوا عن انفسهم ..
دعوة للسياسيين الى الابتعاد عن هذا النوع من التجارة لانها خاسرة ، بل مخزية لهم ولتاريخهم وليلعبوا بعيدا عن مقدرات الشعب وان العراقيين الشرفاء ستكون عيونهم راصدة لكل المنحرفين والشاذين سياسيا واخلاقيا من اجل مساءلتهم يوم تكون ساعة الحساب ويومها يكون لكل حادث حديث