السلام عليكم:
يلحظ الباحث والمتتبع في كل الدول التي تجري فيها عملية سياسية ديمقراطية أن الأحزاب المتنافسة تتنافس في عرض أيدلوجيتها وفكرها وما تريد تقديمه للناس طبعا كل الناس وليس فقط (الطائفة أو الحزب أو التيار) . ولكن ما نلحظه في العراق مختلف تماما وربما يعود الى تميز العراق في كل شيء حتى بمبدأ المنافسة السياسية ، فالتيارات السياسية عندنا تعرض برنامجها الانتخابي عن طريق الشتم والسب والتسقيط وهذه هي الطريقة المتخلفة التي تعبر عن عقدة مرضية تجاه الآخرين ، فالذي لا يقدم شيئا يلجأ الى الشتم والتسقيط وانتقاص الآخرين.
وأرى أن ذلك دليل على الافلاس السياسي فلو كانت لدى هذه (الجماعات) أفكار ورؤى للمستقبل لقدمتها للناس ولكن يبدو أنها لا تعرف شيئا سوى التسقيط لأن لا فكر لديها لتقدمه حول بناء الدولة . بناء الدولة يريد أشخاصا يؤمنون بالدولة ولا يؤمنون بأصنام أُتخِذت آلهة من دون الله.
المهم أرى أن هذا التسقيط لا يفيد سوى أذناب النظام البائد الذين يتحينون الفرصة للإنقضاض على العملية السياسية وإسقاطها يعاونهم في ذلك كل أعداء الديمقراطية .