صباحكم / مساءكم حب وتسامح
التسامح صفة عجز الكثيرون عن الوصول إليها ‘
ولعل هذا الفشل في التحلي بهذه الخصلة جعل
الكثيرون ينظرون إلى مايعتذر على أنه ضعيف
ويذل نفسه للطرف الأخر الذي يتلقى الإعتذار
وهنا أتساءل : لماذا أصبح من الصعب علينا
العفو والتسامح ؟؟
ولماذا أصبح من الصعب علينا الإعتراف بالخطأ؟؟
لماذا أصبحنا ننظر إلى من يعتذر على أنه ضعيف
وإلى الاعتذار انه ذل ومهانة؟؟
إذا كان الرحمن الرحيم يصفح ويسامح،
فكيف للمخلوق الضعيف أن يتكبر على أمر لم ينزه
الله تعالى عنه نفسه ؟ للأسف الشديد أن حاضرنا المرير
الذي نعيش فيه يعزز المفاهيم الخاطئة ، فعندما يعتذر شخص
عن الخطأ يعامل كأنه ضعيف أو كأنه خائف من الشخص الذي
يعتذر إليه.
إن المجتمع هو مجموع الأسر هو نحن جميعا فلو أن كل أسرة ربت
أولادها على أن الإعتذار عند اللزوم فضيلة ، وأن الاعتذار هو من سمات
الإنسان القوي بأخلاقه وآدابه لكان الأمر مختلفا ، ولأصبح من يستنكف
عن الاعتذار .
في هذا المجال تكثر القصص والمواقف المعبرة عن قيمة التسامح وأهميته ،
وقد يكون بعض هذه القصص واقعيا وقد يكون خياليا .
من ذلك قصة تحمل العبرة جاء فيها أن صديقين كانا يمشيان في الصحراء
وخلال الرحلة تجادلا فلطم أحدهما الأخر على وجهه فتألم المضروب ،
لكنه دون أن ينطق بكلمة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي لطمني
على وجهي . استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدا واحة فقررا أن يستحما
وما حدث أن الرجل المضروب علقت قدمه في الرمال المتحركة وبدأ في الغرق لكن
صديقه أمسك به وأنقذه من الغرق .
وبعد أن نجا الصديق من الموت قام وكتب على قطعة من الصخر : اليوم أعز أصدقائي
أنقذ حياتي .
هنا استغرب الصديق الذي ضرب صديقه ثم أنقذه من الموت تصرف صديقه فسأله :
لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال ، والأن عندما انقذتك كتبت
على الصخرة؟؟ فأجابه صديقة : عندما يؤذينا أحد علينا أن نكتب مافعله على الرمال
حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحو مافعل ، لكن عندما يصنع أحد معنا معروف
فعلينا أن نكتب مافعل معنا على الصخر حتى يسقى مع الزمن
ترى بعد هذه الحكاية البسيطة المليئة بالمعاني والشهامه والنبل وحسن التصرف ،
هل هناك من يشك في قيمة التسامح وفي معنى الصفح الذي يختزل كثيرا من القيم
وكأنه قيم عدة في قيمة واحدة