رمى الليل ثقله على الكون..
ليل أسود ينظر بعين فضية إلى الأرض..
يجعل للخيال خيال شاحب..
ويكسى الدنيا برداء الأساطير..
ولكن لكل عين عين تراه بشكل مختلف..
أما ذئاب الليل لايهتموا لأمر القمر..
ويتجولوا في كل طريق حيثما وجد صفير الرياح..
مخلفين أشباح آدميه تزحف من جراحاتها التى تنزف عطراً..
وتنزف أشعاراً وألحاناً تغنى للأمل في الخلاص..
ويترنج البعض يميناً ومثل الدنيا يساراً..
بين الشرف والدناءة وبين الجمال والقبح..
ويغفوا الليل ولايغمض عينه الحزينه..
التي ظن العشاق أنها حزينة من أجلهم..
ويرمى على الكون عباءة خفية..
من أغلى خيوط الخوف والقهر..
ينام تحتها الليل وتنام الدنيا تحته..
فيغلق النور الذي يتثائب على الأعمدة عيناه..
وتختلط الآهات مع القصائد ومع الألحان..
ويخرجوا الطيور من أعشاشها لتذبح..
ومن ينجوا يجد تحت جناحاه جروح عميقة..
حتى تمتلئ أروقة الليل بالأشلاء والألحان..
ويشعر الذئاب بقرب خيول النهار..
فيفروا قبل أن يحرقهم النور..
ويفيق الليل ويلم عبائته..
ويزحف الجميع ويلملموا أشلائهم..
وتعلوا تكبيرات في آذانهم معلنة عن وصول النور..
عن وصول فرصة جديدة..أو هدنة..
حتى ليل آخر يأتي ويرحل غير مبالياً بالظلم والجرح..