متى تعين الحكومة العراقية ناطقاً رسمياً
لا يلائم المواطن العراقي حين يصاب بالحيرة وهو يلاحق التسارع النشط في تصريحات المسؤولين العراقيين والامريكيين بشأن الوضع الأمني في العراق.
المسؤولون الأمريكان يقولون أن الوضع الأمني لا يزال معقداً، وأن القوات الأمنية أمامها وقت طويل لكي تكون جاهزة للقيام بدورها.
المسؤولون العراقيون يتحدثون عن تقدم كبير وقدرة القوات العراقية على استلام المهام الأمنية.
ويقولون أيضاً ان هناك مشاكل كبيرة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبين قائد القوات الامريكية في العراق حول الصلاحيات الأمنية وتجهيز قوات الجيش والشرطة.
ويقولون كذلك ان القوات العراقية بحاجة الى جهد كبير لكي تكون جاهزة.
وتصريحات أخرى تتقاطع وتتعارض بشدة، وكأنها تنتمي لحكومات متعددة ولأجواء متباينة، ولأزمنة مختلفة.
في مقابل فوضى التصريحات هذه، لا يستطيع المواطن العراقي الخروج الى عمله بسلام، لا يستطيع ان ينام في بيته مطمئناً بليل هادئ، لا يستطيع أن يضمن سلامته وسلامة عائلته من القتل والخطف والابتزاز.
كشاهد واحد على متاهة التصريحات، إهتم السيد علي الدباغ الناطق باسم الحكومة إهتماماً كبيراً بالتقرير المرحلي الذي اصدره البيت الأبيض، وقدم شكره واشادته للنتائج التي اعلنها وهي إخفاق في عشر تعهدات سجلها البيت الابيض ضد حكومة المالكي، وقبول ثمان منها.
بعد ساعات تحدث السيد حسن السنيد المقرب من رئيس الوزراء العراقي والقيادي في حزب الدعوة، ليدين هذا التقرير، وهو بذلك انسجم مع حقائق الواقع، وتمسك بلغة الارقام، لكن تصريح السنيد لا يرقى الى قوة تصريح الناطق الرسمي، من حيث الإعتبار الرسمي والحكومي.
التصريح يجب أن يكون مسؤولاً، يجب أن يكشف الغموض لا أن يحدث حالة من القلق والحيرة في ذهن الموطن.
لقد قيل للرئيس الامريكي رونالد ريغن في بداية ولايته الأولى، إنك تأخرت في إختيار المتحدث الرسمي، فاجاب:
أريد متحدثاً يصدقه الناس حتى لا أضطر الى البحث عن شخص آخر.