مَرَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) بِالْقَصَّابِينَ فَنَهَاهُمْ عَنْ بَيْعِ سَبْعَةِ أَشْيَاءَ مِنَ الشَّاةِ : نَهَاهُمْ عَنْ بَيْعِ الدَّمِ، وَ الْغُدَدِ، وَ آذَانِ الْفُؤَادِ، وَ الطِّحَالِ، وَ النُّخَاعِ، وَ الْخُصَى، وَ الْقَضِيبِ .
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَصَّابِينَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا الْكَبِدُ وَ الطِّحَالُ إِلَّا سَوَاءٌ؟!
فَقَالَ لَهُ: " كَذَبْتَ يَا لُكَعُ [1] ، ائْتُونِي بِتَوْرَيْنِ [2] مِنْ مَاءٍ أُنَبِّئْكَ بِخِلَافِ مَا بَيْنَهُمَا " .
فَأُتِيَ بِكَبِدٍ وَ طِحَالٍ وَ تَوْرَيْنِ مِنْ مَاءٍ .
فَقَالَ ( عليه السلام ): "شُقُّوا الطِّحَالَ مِنْ وَسَطِهِ، وَ شُقُّوا الْكَبِدَ مِنْ وَسَطِهِ" .
ثُمَّ أَمَرَ ( عليه السلام ) فَمُرِسَا [3] فِي الْمَاءِ جَمِيعاً، فَابْيَضَّتِ الْكَبِدُ وَ لَمْ يَنْقُصْ شَيْءٌ مِنْهُ، وَ لَمْ يَبْيَضَّ الطِّحَالُ وَ خَرَجَ مَا فِيهِ كُلُّهُ وَ صَارَ دَماً كُلُّهُ حَتَّى بَقِيَ جِلْدُ الطِّحَالِ وَ عِرْقُهُ.
فَقَالَ لَهُ: " هَذَا خِلَافُ مَا بَيْنَهُمَا هَذَا لَحْمٌ وَ هَذَا دَمٌ " [4] .
[1] اللكع : الصغير أو اللئيم أو الوسخ .
[2] تورين : تثنية تَوْر ، و التور : إناء صغير من صِفر أو خزف يشرب منه و يتوضأ فيه .
[3] أي دُلِكا .
[4] الكافي : 6 / 253 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .