شخوص المسرحية :
1 ـ المخطوف شاب عمره اكثر من العشرين قليلا .
2 ـ رجل العصابة الاول عمره حوالي الثلاثين .
3 ـ رجل العصابة الثاني عمره حوالي الثلاثين .
4 ـ ام المخطوف وعمرها حوال الخمسين .
5 ـ والد المخطوف وعمره حوالي خمسة وخمسين سنة .
المشهد الاول
.................
الديكور ، اربعة حبال متدلية من السقف الى ارض المسرح في وسطه الخلفي تشير الى شطر المسرح الى نصفين ( القسم الايمن للمسرح ) رسم لبيت طيني وحوله اشجار نخيل واشجار اخرى ، يعلق في وسط المسرح واقرب الى حافته الخارجية اليمنى شباك خشب قديم مفتوح على الجمهور ، ضوء خفيف لفانوس وضع على حجر ( بلوكة ) في الجهة اليمنى للمسرح واشياء مبعثرة تنم عن بيت مهجور ، كرسيان قديمان فى في الوسط . ( القسم الايسر من المسرح ، ظلام ) أثاث لصالة بيت متوسط الحال ، صورة الشاب المخطوف معلقة على الجدار ، شباك معلق في الوسط مقابل الجمهور . الام متشحة بالسواد جالسة على الارض مطأطأة الرأس ، الاب جالس على كرسي حزين بلا حراك .
دخول مفاجيء لخشبة المسرح من اليمين مع ضوضاء ( تسلط دائرة ضوء عليهم ) ، مسلحان بمسدسين (حول رقبتيها كوفيّـتان ) يدفعان شخص ثالث معصوب العينين وهو في حالة خوف شديد ، يصرخ احدهم مصوبا ًمسدسه الى رأس المخطوف :
ـ الاول يلبس دشداشة سوداء : امشي ولك حيوان . ( يدفع المخطوف من ظهره ) .
ـ الثاني : كَعده هنا بالزاوية .
ـ الاول يسحب المخطوف من قميصه عند كتفه ويجلسه صارخا ًبه : اكَعد هنا وديـر بالك تفتح العصـّابة ، تره افرغ المسدس براسك .
ـ المخطوف : لا ... لا .. ما أفتحها بس انتو منو وشتردون مني ؟
ـ الاول صارخا ً : اسكت ولاكلمة .
ـ الثاني : لازم نربط ايديه ورجليه حتى مايشرد .
يخرج الاول حبلين قصيرين من جيبه ويربطان يدي المخطوف خلف ظهره ثم يربطان قدميه ، فيتكور جسد المخطوف على الارض .
ـ الثاني (تسلط عليه دائرة الضوء ) يتوجه الى الشباك وينظر من خلاله بحذر الى جميع الجهات : ماكو أحـّـد المنطقة امينه .
الخاطفان يضعان مسدسيهما في حزاميهما ويجلسان على الكرسيين يتبادلان الحديث ويضحكان .
ـ الاول : الحمد لله على السلامة .
ـ الثاني : الله يسلمك ، بس لو ما شطارتك بالسياقة جان وكَعنه بمصيدة الجيش .
ـ الاول : ما جنـّـه متوقعين ينصبون سيطرة على الشارع السريع وبهل المكان !
ـ الثاني : هذا حظنه عدل ، هم زين كَبل مسافه جان اكو طلعة ترابية ومنهه شلعنه .
ـ الاول : يداعيك اعرف المنطقه شبر شبر ، بس لو مصّادمين ويه الجيش جان رحنه بيهه .
ـ الثاني : جان سوّونه منخل ، هاي رحمة من ربك !
ـ الاول يلتفت الى المخطوف: خوش صيده اليوم ، بيهه خبزة عـَـدله ، هاي الجامعة خوش بيهه عصافير ، المرّه الجايه انشألله انصيدلنه عصفورة ( غامزا ً لصاحبه ) .
ـ الثاني : خوش فكرة ، وكلما تكون العصفورة حلوة ومدلـَله يدفعون اهله اكثر .
ـ الاول : إي .. خلهم يدفعون جــا بس مهر عالي يطلبون .
ـ هـــا ... هـــا ... هـــا ... يضجان بالضحك .
ـ الثاني : صدكـ شنو رأيك ننهبلك وحدة حلوة وتزوجهه .
ـ الاول : بشرط .
ـ الثاني : بأسم الله بالطبكـ ، بعدهه ماحصلت رَيـِلْ كَالت عور ! شنو شرطك يابه ؟
ـ الاول : لازم يكون راتبهه اكبر من رواتب النواب .
ـ الثاني : طلبك غالي وانته رخيص !
ـ هـــا ... هـــا ... هـــا ... يضجان بالضحك .
ـ الاول : ليش احنه مانستاهل .. !؟
ـ الثاني : لا يابه ليش مانستاهل ، احنه رواتبنه هم بالدفاتر .
ـ الاول : أي .. كلمن يلغف بذراعه .
ـ الثاني : بس إحنه شغلتنه احسن منهم بيه فايده للناس .
ـ الاول : شلون .. !؟
ـ الثاني : إي .. همه بعرايكهم يسون تفرقه ، كَوام .. طوايف .. وعشاير .. ! بس احنه نوحد بين الناس .
ـ الاول : شلــــون .. !؟ هاي الثانيه مافتهمتهه .
ـ الثاني : صير سياسي اذكى منهم ، احنه من نخطف واحد ، تشوف كل الاهل يتراكضون .. يتوحدون ، يجمعون الفدية ، ينسون خلافاتهم ، واذا تمت الصفقه ينجمعون .. يتباركون .. يفرحون .. يهلهلون ..
ـ الاول : هاي صدكَـ فاتتني ، لعد هاي صدكَـ نستاهل عليها تقاعد وقطع اراضي .
ـ الثاني : ولاتنسى الجوازات الدبلوماسية ، حتى من نتضايكَـ نشلع لدول الجوار ونطلب لجوء سياسي .
ـ الاول : طبعا ً احنه لازم نرتب امورنه ونفكر بالمستقبل ، خـو ما نظل على هاي الشغلة الخطرة .
ـ الثاني : شنو ناوي تسوي وانته ماعندك أي شهاده لو مهنة !؟
ـ الاول : انته من كَلت ، صير سياسي ، دماغي شتغل وفكرت انتمي لحزب سياسي قوي ، حتى هم اتوظف وهم مايكَدر بعد احد يكَلـّي على عينك حاجب .
ـ الثاني : فكرتك صدكـ ذكية !
ـ المخطوف ينقلب ويتأوه من الالم : آه ... عطشان اريد ماي .
ـ الثاني : جيبله ماي كَبل مايطلب شربت .
ـ الاول : هـــا ... هـــا ... من اجيبله خلص الماي وماكو هنا حنفية ؟
ـ الثاني : من هذا النهر القريب .
ـ المخطوف : لا ما اريد من النهر .
ـ الاول : ليش يابه ماتريد من النهر ؟
ـ المخطوف : النهر مايه ملوث .
ـ الثاني : لاتدلل علينه عاد ، خليك عطشان ، عود من ننزل للولايه نجيب ماي حلو .
ـ الاول : هم حكَــّـه ، اخاف يشرب ماي النهر ويتمرض علينه ، إي راحت ايام زمان جانوا اهلنه يشربون من النهر ومايتمرضون !
ـ الثاني : تدلل عيني ، اجيبلك ماي خاص من هذا المستورد للجنود الامريكان .
ـ الاول : هاي شلون تدبرهه !؟
ـ الثاني نافخا ً صدره : أفه عليك .. صاحبك مشبج .
ـ الاول : كلشي يصير بهالدنيه ! .. إي صدكـ انته ماحجيتلي ليش لهسه ما متزوج !؟ ( غامزأ بعينه ) اخاف المكينه عطلانه هـــا ... هـــا ....
ـ الثاني : ها كَمت تخبث ، وداعتك مثل الاسد بـَـدي ومكينه هـــا ... هـــا ... انشاء الله عن قريب أعلكَهه .
ـ الاول : أي وتعزمني بزواجك ؟ حتى اركَصلك للصبح .
ـ الثاني : ليش تعرف تركَص جوبي ؟
ـ الاول : لا .. انه خوش اهزّ جتاف ( يهز كتفه ) ، ليش لازم جوبي !؟
ـ الثاني : مو زواجي راح يصير يم الجماعة ، هناك يزوجون المجاهدين أي وحده تعجبه ، بلا مهر ولابطيخ .
ـ الاول : هاي تمام .. وروح ابوك ، جا .. ماتاخذني وياك اصير مجاهد ؟
ـ الثاني : لا ماتفيد .
ـ الاول : ليش شنو ناقصني ؟
ـ الثاني : هـَـم أسمك .. هـَـم لهجتك .. هـَـم صلاتك .. كلهه ماترهم .
ـ الاول : أهـــــو .. هم رديــّـنه .. على هاي الخرابيط .. ! جا .. مو هاي احنه نشتغل سوه ؟
ـ الثاني : ما أدري لازم اسأل الجماعه ، بس ما أظن يوافقون .
ـ الاول : طـْــز .. ما لازم .. مثل ما كَلت انتمي لحزب قوي .
ـ الثاني : هذا الحجي ما اريده يطلع مِنــّا .. مِنــّا .. تره بيهه كَصْ ركَاب هــا .
ـ الاول : أفـه سرّك إبـّير لاتخاف .. وهاي شواربي سداده . ( يمد يده لشاربه ويفتلها ).
ـ الثاني : اعرفك زلمه وكَدهه .
ـ الاول : جــا .. شلون ! ( يصمت قليلا ويستدير الى المخطوف ويواصل حديثه )
وهسه شنسوي بهاي الغنيمه ؟
ـ الثاني : لازم نظمّـه جم يوم على ماتهدأ المنطقه ويملون من البحث عنـّـه .
ـ الاول : ويمته نتصل بأهله ؟
ـ الثاني : ها ذكرتني لازم نفتشه عنده موبايل لو لا ؟
ـ الاول :( تسلط عليه دائرة الضوء يتحرك نحو المخطوف ويقوم بالبحث في جيوبه ، يعثر على الموبايل فيصيح رافعا يده الى الاعلى .)
هاذ هو المو بــايل . ( يلفظها كلمتين )
ـ الثاني : هـهـه ...انطينيـياه... انطينيـياه لايبول عليك . ( الاول يناوله الموبايل)
ـ الاول : شنهي ..! ( بأستنكار واندهاش )
ـ الثاني : أكَــول لازم نصير حذرين بأستخدامه ، اخاف الحكومه صار عدهه تكنلوجيا حديثه تراقب من وين الاتصال.
ـ الاول : يمعود هذوله بعدهم يدبون مثل النمل ، همه والتنك لوجيا كجه مرحبه !
ـ الثاني : هـهــه ... هـهـه ... ولك التكنلوجيا مو التنك لوجيا ، انته تظل معيدي ؟
ـ الاول : آنـه شمعرفني بهاي الطراكَيع ..
ـ الثاني : تذكر ذيج المـرّه جـان رحنه بيهه ، نزلوا الجناط وفتشوها بالسونار ، الجهاز ما أشّر على الجنطه اللي بيها السلاح ، اشّـر على الجنطة اللي بيها الحشيشه !
هــــا ... هــــا ... يضجان بالضحك .
ـ الاول : زين الشرطي ماعرف شنهي هاي ، ومن سألني كَتله هاي بطنج !
هـــا ... هـــا ... يضجان بالضحك .
ـ الثاني : هم زين طلع واحد اثول ، بس هيّـه مو حرام مثل العركَـ ، ( يصمت قليلا ثم يستمر راسما دائرة
في الهواء قرب رأسه ) لوتعمرلنه فد جكَاره .. تره آنه كلش تعبان ومشتهي أدوخ راسي .
يقوم الاول بوضع الحشيشه بالسيكاره ويشعلها ثم يقدمها للثاني ويتناوبان عليها ، وبعد أن يبدأ مفعولها .
ـ الاول : جا ماتكَلي شنو الفرق ، اشو هذاك يدوخ وهاي هم تدوّ..خ !؟
ـ الثاني : آنــه شمدريني ..!
ـ الاول : يداعيك .. بس الملي جم فلس وارتب اموري ، إلي نيه اروح للعمره وابطل من هاي المشاكل .
ـ الثاني : شنو رأيك ادفعلك نص كلفة السفر حتى تصير حجتك مناصفه آنـه وياك ؟
ـ الاول : شنو تصنف عليه ؟ ( مستنكرا ً )
ـ الثاني : لاولك .. حتى نقتصد بالصرف والثواب ماضايع ، وانـه هم اروح للزيارة واندعيلك ، مو انته تعرف
الواحد لازم يساير الوضع ويضيـّع اموره ، تـره هـاي مريوده .. .
يواصلان التدخين وهما جالسان ، الانارة تضعف حتى الظلام وتزداد دائرة الضوء شدة على الام .
المشهد الثاني
....................
الام جالسة على الارض ممدده رجليها وهي تنوح وتبكي ، الاب جالس على كرسي حزين مطأطأ الرأس .
ـ الام : يمه وليدي .. سلام .. وين صرت يمه ، اخاف كتلوك المايخافون من الله ، اخاف خطفوك ، يمه اكيد عطشان ، جوعان اروحلك فدوه يمّه . ( تلطم صدرها )
ـ الاب : هلكنه واحنه ندور ، صار النه تلت ايام .. ماخلينه مستشفى .. ماخلينه مركز شرطة .. حتى بالشوارع فترينه ندوّر ، عبالك فص ملح وذاب ماكو ( يهزّ بيده ويضربها بالاخرى ).
ـ الام : ابو سلام .. نشدتوا اصدقاءه اخاف مسافر يم صديق لغير ولايه .
ـ الاب : أم سلام .. شلون حجايه هاي ، ســـــلام .. يسافر ومايخبرنه ، هاي مستحيل سلام مايسويها .
ـ الام : والله من كَد ما محتركـ أفادي تجيني افكار ووساوس ما ماره عليه طول عمري .
ـ الاب : ام سلام .. اريدج قوية مثل عهدي بيج ، لو نسيتي .. شدّه وتزول .
ـ الام : شلون انسه ، ظلم اكثر من تلاثين سنه انحفر بعظامنه ، شلون انسه وجه ضابط الامن النذل من صفع سلام على وجهه وعمره عشر سنوات يسأله عنك وين اختفيت .
ـ الاب : هم زين دفنت كل كتبي ، بس بعدين تذكرت اني ناسي مذكرات بابلو نيرودا بالكنتور وظل بالي عليكم .
ـ الام : انه شفتهه واضطريت احركهه بالتنور .
ـ الاب : فدوة الكم تتعوض .
ـ الام : عمرنه كلّه ماشفنه راحة ، مانريد من هالدنيه شي ، بس اولادنه يعيشون بسلام .
ـ الاب : عمر العراق ماشاف راحة ، وكلما يعمر الشعب بلادنه لو يجي حاكم ظالم يذبحه لو احتلال يدمره .
ـ الام : هاي صارلنه تلات ايام ماشفنه النوم لا ليل ولا نهار ، واكيد سلام ماضايك النوم ، هو ماجان يروح لفراشه الا بعد مايكول النه تصبحون على خير ، سوده عليه يمــّه .
ـ الاب متحركا ببطء نحو الشباك ويتحدث بحزن : سلام وليدي تاج راسي عزّي وفخري ، سميتك سلام من جنت ابطن امك ، لانك مسالم .. هاديء .. ودود .. ما اذيت امك ولا ابوك ولا اي واحد ، نشمي وكَدهه بالشدايد ، سنين الفركَه الطويله انته جنت بيهه ابو البيت ، شاطر بالدراسه ، نجاحك بذراعك ومالوثت ايدك بدفع رشوة .
ـ الام : جان دائما يكَلّي .. يوم .. اريد اعوضكم عن كل اللي فاتكم وارفع راسكم بين الناس .
ـ الاب : وانت عزيزتي ام سلام ، تحملتي ضيمي وما هزتـّج سنوات القهر والحرمان ، وربيتي سلام احسن تربية انه فخور بيج طول العمر .
ـ الام : انته نور عيني ابو سلام ، ماقصرت ويانه رغم الملاحقات جنت توصل النه اخبارك وماخليتنه معتازين لاحد .
ـ الاب : اللـــه .. تذكرين ام سلام ، من جنه نّــام فوكَـ السطح جنت اختار المع النجوم واسويلج منهن كَلادة .
ـ الام : لا ما انسه حجيك الحلو ، وجنت تكَول لازم اخذكم بسفرة لاوربه ، لموسكو ، لندن ، باريس ولبيروت حتى انشوف البحر وتعلم سلام السباحة .
ـ الاب : وعدي ما ناسيه ، بس سلام يخلّص الجامعه اخذكم بسفره طويله ، حتى تشوفون بعيونكم شلون شعوب العالم المتحضرة عايشين بالجنه ، همه ماعدهم ثروات مثلنه ، بس ثروتهم بعقولهم !
ـ الام : اي ملينه من هالعيشه ، لا كهربا .. لا ماي .. لاخدمات ، بس شبعونه حجي كَبل الانتخابات .
ـ الاب : جنت اتمنه سلام يدرس بالخارج وهو يستاهل وكَدهه ، الجامعات عدنه صارت متخلفة ، بس الدراسة بالخارج ينرادلهه فلوس هواي .
ـ الام : هو المسكين اكثر من مرّة كَاللي ، لو ادرس بالخارج اصير عالم جبير ، إيـــه ... ظلت حسره بكَلبه وبكَلبي .
ـ الاب : خلصنه من الدريع وكَلنه نجر نفس ، بس يبدو الجماعه ناوين يخنكَونه من جديد .
ـ الام : من السقوط لهسه ، قتل وخطف وعراك على الكراسي ، واحنه شداخل بجيسنه غير الضيم ، وهاي حرام وذيج حرام سوَّوْ حياتنه مثل الماتم !؟
ـ الاب : صحيح صارت الحياة بلا طعم ، حتى الامام علي كَال " اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا ً...... " يعني لازم الواحد يخفف من هموم الحياة بالفرح ، والضحك يطوّل عمر الانسان ، ولهذا السبب الدول المتحضرة تصرف المليارات على المسارح والمعارض والسينمات والحدائق والرياضة وغيرها .
ـ الام : اي هاي ينرادلها احزاب ومسؤولين متنورين ويخدمون شعبهم .
ـ الاب : لازم هذا يصير .. لازم ، لانه هاي هي سنة الحياة لو شكَد ما حاولوا يعرقلوها مايكَدرون .. لازم يفهموها .. لو تلفظهم الحياة مثل ما لفظت القبلهم !
يرن موبايل الاب فتقفز الام من مكانها وتقترب من زوجها مذعورة ، الاب بأرتباك يبحث عن الموبايل في جيوبه ، يؤشر بيده لزوجته بأن تهدأ . يلاحظ الاب رقم موبايل سلام على الشاشة .
ـ الاب بصوت عالي ممزوج بالفرح : هذا سلام ...
ـ الام بفرح وارتباك : حبيبي سلّومي ..
تنتقل دائرة الضوء الى الرجل الثاني وهو يتكلم بالموبايل .
ـ الثاني : ابو سلام ..
ـ الاب يدرك أن الصوت غريب : نعم تفضلوا من حضرتكم .
ـ الثاني : ابنكم موجود عدنه ، اسمع زين .. اذا تردونه حي تدفعون المبلغ اللي نطلبه ، واذا بلغتم الشرطه تخسرون ابنكم . ( يغلق التلفون ) .
ـ الاب : آلو ... آلو ... آلو ، الكلب سدّ التلفون .
ـ الام : منو هذا !؟
ـ الاب : سلام .. مخطوف .
تسقط الام على الرض مغشيا ً عليها ، فيهب الاب لانقاذها .
ـ الاب : ام سلام .. أم سلام ..
يضرب على خدها ثم يهرول يجلب قدح ماء ويرش على وجهها ، فتعود تدريجيا ً الى وعيها ويساعدها على الجلوس .
ـ الاب : ام سلام .. ام سلام .. سلامتج عيني .
ـ الام بصوت واهن : سلام وليدي .. سلام وليدي .
يجلب الاب قدح ماء ثاني ويعطيه لزوجته .
ـ الاب : ام سلام .. شربي عيني .. شربي ماي .
ـ الام : هاي تلات ايام قلبي يوجعني وحاسّه سلام لازم صاير عليه شي .
ـ الاب : هدّي اعصابج وهسه احنه عرفنه هو موجود وعايش ، وانشالله تعدي على خير .
ـ الام : انشالله .. بس خايفه لا هذوله الهمج يذبحوه .
ـ الاب : اذا تصرفنه بحكمة يرجعلنه ابنه سالم .
ـ الام : الله يسمع من حلكَك ، وهسه شنسوي .
ـ الاب : لازم مايطش الخبر بالمنطقه ، وننتظر منهم تلفون.
ـ الام : رايك صحيح الوادم صارت ماتنحزر ، مو مثل كَبل كَلب علَ كَلب ، يمه سلام .. شلون عايش هالايام
ينطوك اكل .. ينطوك .. ماي .. تنام على فراش نظيف .. يمه عساها بيه ولابيك يمه .. ؟
ـ الاب : انه اروح لاخوي ابو foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? اخبره بالموضوع ، هو عنده صديق ضابط بالاستخبارات اخليه يتصل بيه وياخذ رايه شنسوي ، انتي خليج بالبيت ولاتحجين لاحد بالموضوع ، انه راجع بسرعه .
ـ الام : ترجع بالسلامه ، لاتتأخر ابو سلام .
يتحرك الاب نحو جانب المسرح ويخرج ، يخفت الضوء حتى الظلام وتبدأ دائرة الضوء بالتوهج تدريجيا ً على الاول يقوم ويحرك يديه كالحالم و كأنه يدعو الى السماء ورأسه للاعلى .
ـ الاول : لو تتحقق هاي الصفقه .. وجم وحده بعد مثلهه .. يتحقق حلمي الجبير ..
ـ الثاني : ياحلم هذا !؟
ـ الاول : أريد ابنيلي عماره أم خمس طوابق ، كافي بعد نعيش بالصرايف وبيوت الطين .
ـ الثاني : موهالشكل تفضحنه كَدام الناس ! يكَولون منين إله هاي الفلوس ؟
ـ الاول : يمعود منو يقرا منو يكتب ، أشو كلهم بنو عمارات وقصور من ورى السقوط ، حتى بالخارج !؟
ـ الثاني : صحيح !؟
ـ الاول : واكتب على العمارة بخط جبير بالفرفوري " هذا من فضل ربي ".
ـ الثاني : ولاتنسانه بالعزايم .
ـ الاول : أفــه ... انته اول واحد ، والله لاخلي الذبايح تتناطح ، وماخلّي احد من الكبار يعتب .
ـ الثاني : وعند البطون تعمه العيون !
هـــا ... هـــا ... يقهقهان .
ـ الاول : شنو رأيك شكَد نطلب منهم ؟
ـ الثاني : خمسين الف دولار ، يعني خمس شدّات .
ـ الاول : تعتقد يدفعون ؟
ـ الثاني : غصبن عليهم ، لو هذا بعد مايشوفوه ( ملتفتا ً ومشيرا ً الى المخطوف ) ، وهسه لازم اتصل بيهم.
يقترب الاول منه ، يخرج الموبايل من جيبه ويتصل ( تسلط دائرة ضوء عليه ) . يرن موبايل الاب أثناء دخوله البيت ، يخرجه من جيبه مرتبكا ً( تسلط دائرة ضوء ثانيه عليه ) ، تقفز الام مذعورة وتلتصق بجسد الاب واذنها قريبة من الموبايل .
ـ الثاني : ألو .. ابو سلام .
ـ الاب : ارجوك .. شتطلبون احنه حاضرين بس لاتأذوا ابنه .. ابنه نريده سالم .
ـ الثاني : ابنكم يرجعلكم سالم بس تنفذون اللي اطلبه .
ـ الاب : إيــه .. حاضر بس شنو المطلوب ؟
ـ الثاني : باجر العصر تجي وحدك جوّه الجسر الجبير ، وتجيب وياك خمس شدّات .
ـ الاب : هذا مبلغ جبير ماعدنه ، سويهه تلاثة .
ـ الثاني : احنه مانتعامل ، دبّـر امرك .. ودير بالك أي حركه غريبه بالمنطقه تستلم ابنك جثـّه . ( يغلق الموبايل )
ـ الاب : آلــو .. آلــو .. النذل سدّ التلفون ، طلبوا خمس شدّات منين ندبرهه !؟
ـ الام : نبيع كلشي .. ذهباتي .. نتداين ، اخدم بالبيوت .. بس سلام يرجعلي سالم .
ـ الاب : لازم اروح لابو foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? حتى يساعدني بالمبلغ ، واشوف شنو نسوّي .
ـ الام : دير بالك ابو سلام .. اريد ابني سالم ، تره اكتل روحي اذا صار عليه شيء .
ـ الاب : لاتخافين ام سلام .. لاتخافين ..
يخرج الاب وتلحقه الام حتى الباب ( عند طرف المسرح ) ثم تعود تجلس على الكرسي حزينه وتضرب بيدها على فخذها ، وتسلط عليها دائرة الضوء وتخفت تدريجيا ً.
ـ الام : ماريد من هالدنيه شي بس يرجعلي وليدي سالم .
ضوء خفيف على الطرف الثاني من المسرح .
ـ الثاني : يالله لازم نتحرك حسب الخطه ، فك عيونك زين ، من نقترب من الجسر ونشوف المنطقه فارغه ، انزل آنه وتبقه انته ويه هذا بالسيارة ، اخذ الفلوس من ابوه ، بعدين نترك ابنه على الشارع ونحرّك بسرعة.
ـ الاول : انته متأكد من الخطه ؟
ـ الثاني : ليش هي هاي .. قابل اول مرّه !؟
ـ الاول : امشي .. توكل على الله .
يفكون الحبل من قدمي المخطوف ، يساعدانه على النهوض ويخرجون من المسرح ، الثاني يأخذ معه الفانوس ثم ظلام .
بعد لحظات يأتي صوت عالي وبفرح ، من خلف المسرح .
ـ الاب : أم سلام .. أم سلام .. افتحي الباب .. إجـه سلام ..
يزداد الضوء على المسرح ، تقفز الام من الكرسي بفرح غامر متوجهة الى الباب .
ـ الام تصيح : يمـه وليدي سلام ...
يدخل الابن والاب ، تطلق الام هلهوله ، ترمي بنفسها على الابن تقبله وسيل من الدموع يغمر عينيها .
ـ الاب يمسح عينيه وبفرح : مبروك أم سلام .. قرت عينج .. ابني سلام .. هلــه بيك أبيتك وليدي .
ـ الابن : يمـّه آنـه طول الوكت بالي عليكم ، وصورتكم مافاركَت عيوني ، يبه .. انتو ماقصرتوا .
ـ الاب : وليدي المهم انته طلعت سالم وكلشي يروحلك فدوه .
ـ الام : إي كلشي يروحلك فدوه .. والفلوس تروح سم ببطونهم .
ـ الاب : لا .. لا .. أم سلام .. ماخلوهم يتهنون بيهه ، بعد ما طلقوا سراح سلام ، جانت مفرزة خاصّه مطوقه المكان من بعيد بسيارات مدني ، ولزموهم الجلاب .
ـ الام لشدة فرحها تطلق هلهوله ، وتردس مع اهزوجه :
" هاي فرحه .. وبعد فرحة .. واليحب يفرح ويانه
هاي فرحة .. وبعد فرحة .. واليحب يفرح ويانه "
.................
انتهى .
تحياتي لكم