فى منطقة وسطى بين الصحيان والنوم ركدت انا,أحسست أن أشياءاً تحدث حولي ولا أدري هل أغمض عيني أكثر لأنه حلم أم أفتحهما أكثر لأنه حقيقة.استرحت للاحتمال الأول وشددت غطائي بشدة فتسرب ناحيتي أنفاسا أحسست بسخونتها على وجهي وبذبذباتها في أذني خشيت أن أتحرك ولم أجرؤ على فتح عيني لو كان لصا لقتلني فليسرق ما يسرق وليرحل عني.
كانت الأنفاس تقترب أكثر ولكني لم أشعر بالخوف فقد كانت مريحة بشكل أثار فضولي وكانت رائحتها تؤنس أنفاسي وتداعبها أخذت اتخيل ان كانت أنفاسي حمراء وتلك الأنفاس صفراء وتداخلا واندمجا كما يتداخلان الآن فحتما سيتصاعد اللون البرتقالي الذي أعشقه ويحوطني ويملأ حجرتي بعطره وبهجته أعجبتني الفكره حقا فابتسمت داخلي وأخذت نفسا عميقا عليًّ استنشق عطر امتزاج الأنفاس.
ترجعت الأنفاس قليلا فبدأت أشعر بالقلق وفجأة انقطعت وأحسست بشئ يصطدم بجبهتي فتزايد قلقي وأخذت قرارا بإزاحة الجفون عن عيني لإنهاء هذا الحلم أو مواجهة الحقيقة.
ربما كان قرارا متأخرا فعندما فتحت عيني وجدت شبحا يبتعد بخطوات عن سريري لم أتبين هيأته فقد كانت الحجرة مظلمة إلا من بصيص ضئيل تسرب إليها من النافذة زادت نبضات قلبى ووجدتني أصرخ
"مين"
فاستدار الشبح وبدأ يقترب مني وقال بصوت هامس
"صحيتك.. أنا أسفة"
سرى صوت أختي الصغيره داخلي فأبطأ دقات قلبي التي تسارعت وأدركت على الفور انها لم تكف بعد عن عاداتها في تقبيلي وأنا نائمة .ظلت واقفة أمامي صامته آآه لو استطعت أن اسلط كشافا الآن على عينها لأرى نظرة الندم والإعتذار التي يكحلها. قلت بمكر:
"في حاجة"
فجاوبتني بنبرة حزينة
"لأ...بس كنتي وحشاني"
اعطيتها ظهري واحنضنت وسادتي واستسلمت للنوم.
***
فتحت عيني مستجيبة لطرقات نور الصباح عليها واستعدت ما حدث فتحسست جبهتي بأناملي المتكاسلة لأتأكد من وجود قبلة أختى مكانها. انها تقبلني كثيرا ولكن لا أدري لماذا أتأثر بتلك القبلة تحديدا ربما لأني أشعر انها أصدق القبلات لأنها لا تبغي التعبير لي عن مشاعرها قدر ما تبغي ارضائها بالتنفيس عنها فهي القبلة الوحيده التي تسعدها حتى ولو لم أشعر انا بها
مررت على حجرتها فدفعني شوقي إلى إدارة مقبضها والدخول على أطراف أصابعي.
يقولون دوما أنها تشبهني سأعذرها إذن ان كنت بتلك الرقة والعذوبة وانا نائمة
اقتربت منها ووضعت قبلتي برفق على جبهتها وابتعدت فوجتها تفتح عيناها ببطء وتبتسم لي فقلت وغمزتي تسبقني
"صحيتك..تستاهلي ... واحدة بواحدة
منقولة للامانة