اين قبر فاطمة الزهراء ( عليها السلام)
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
في كل عام ونحن نذهب للحج والحمد لله رب العالمين, ونتشرف بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وما أن نقف أمام قبره الشريف والسلام على صاحبه, نسأله أين قبر بضعتك فاطمة الزهراء ؟
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم, لايتحدث عن هواه, وإنما هو وحي يوحى إليه من رب العالمين, ولا تزال أنفاسه تحفنا بالخيرات إلى يومنا هذا, ولكن بشرطها وشروطها, ومن شروطها الانقياد والطاعة, لأقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ((أني مخلف فيكم كتاب الله ـ عز وجل ـ وعترتي أهل بيتي )) ففي حقبة من أيامه صلى الله عليه وآله وسلم, زين ميلاد فاطمة الزهراء بيت أبوها وأمها خديجة بنت خويلد (عليهم السلام), وهو معلوم عندنا, ولكن أين قبرها ؟
دعاؤها معلوم عند خواصها, مجهول عند منكريها, قد أمتدحها ربها في حديث الكساء, حين سأل ملائكة الرحمن ربهم, عن الذين تحت الكساء, فقال الله عز وجل :
" هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها "
إذ هي عظيمة في شأنها, معروفة في حسبها, شريفة في نسبها, جليلة في مكانتها, كريمة في عطائها, صادقة في حديثها, فأين قبرها ؟
أنفاسها تسبيح, صلاتها تقديس, فهل شغلتها عبادتها عن أمور بيتها؟
فهي تدير الرحى بيد, وتنثر بالأخرى بركات الرحمة والعطف والحنان, على بعلها وأولادها (عليهم السلام), فحتى نحن اغترفنا من خيراتها, فأين قبرها ؟
يعيش فينا أناس للحظات ونودهم, وحين يختارهم الله للرحيل والموت, نود خلفهم لحبنا أياهم, عادة جرت منذ أن خلق الله ـ عز وجل ـ آدم (عليه السلام) إلى يومنا هذا !
فمن هو محمد بن عبدالله ؟
ومن هو علي بن أبي طالب ؟
ومن هو الحسن ؟
ومن هو الحسين ؟
ومن هي فاطمة ؟ وأين قبرها ؟
قد حفظتنا بالخيرات والبركات والشفاعة, فهل نحن أحببناها مثلما أحبتنا هي ؟
بذكر مناقبها وحديثها وتبيين فضلها وصيانة أولادها , فأين قبرها ؟
كانت فاطمة بنت محمد (عليهما السلام), أحد الخمسة الذين أختارهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم , بأمر ربه لمباهلة نصارى نجران , وكانت لايفارق حديثها حديث أبيها, ولا تفارق مشيتها مشية أبيها المصطفى الأعظم, صلى الله عليه وآله وسلم, فالكل منهم يقول : حدثني أبي أو جدي عن جبرائيل (عليه السلام) عن الله ـ عز وجل ـ فأين قبرها ؟
انتقل أبوها النبي الأمي ((نسبة لأم القرى)) إلى الرفيق الأعلى, وجرى ما جرى عليها من مصائب, ولا علم لي بالمصائب التي جرت عليها, فابحثوا عما جرى عليها , فهذا يعتبر وفاءً بحقها, لأنها بضعة النبي وروحه التي بين جنبيه, صلى الله عليه وآله وسلم, وريحانته التي يشتمها كلما أشتاق لرائحة الجنة التي أعدها الله لعبادة المخلصين, ولكن أين قبرها ؟
أشهر معدودة عاشت بعد أبيها, أيام قليلة ظلت تأن وتحن لفراقه, وكان مصحفها زاخراً بالدعاء, والتأويل والحكمة, والموعظة الحسنة, والأخلاق الحميدة, التي ورثتها عن أبيها صلى الله عليه وآله وسلم, عن ربه جل شأنه,
ولكن أين قبرها ؟
مرضت بعد وفاة أبيها, فهل مرضها وحزنها لفقد أبيها النبي الأعظم والمكرم, صلى الله عليه وآله وسلم؟
أم من الظلم الذي لحق بها وعليها ؟! وظلت تشكو حالها إلى الباب, الذي طالما أطال الوقوف أمامه أبوها صلى الله عليه وآله وسلم, بالسلام عليها, والاستئذان منها والدخول عليها, فأين قبرها ؟
رحلت عنا حزينة, مكسورة لصندوق القلب والفؤاد, وفي أحشائها آهات وحسرات وزفرات, عما يجري على أولادها وبعلها, فهل وفَََّينا حقها ؟ وحق بعلها وأولادها بعد رحيلها ؟
ونحن نعلم قبر أبوها وبعلها وبنوها, فحقها علينا اليوم أن نعرف قبرها, فأين قبرها ؟
وصلى الله على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين .