يُحدثني الماضي عن ذكرياتْ عبقها في مخيلتي
لا زالتْ تراودني عن نفسي وأشتاقْ
لا زالتْ صورهم تعانقُ الجدرانْ
ذاكرتي لاتكفي لهمْ, فقد كَثُرَ الذاهبون عني
أحتاجُ لصندوقٍ آخر كي أحتفظ بتفاصيلهم الباقيةْ
يؤرقني المغيبْ وسويعات الشتاء الطويلةْ
ووسادة أشتكي لِقُطنها مرارةِ الأوجامْ
حتى أذا دنت غفوتي وداهمني النعاسْ
كانتْ بقاياكِ المصلوبة بين الجفونِ لاتنامْ
تُقلبُ أحلامي ذاتَ اليمين وذات الشمالْ
حُرّمَ النسيانْ عن الأذكياءْ لذلكَ لنْ أنساكِ
عذراً فأنا مضطرٌ أن لا أنساكِ
في شريعةِ الشعراءْ تكتبُ الشياطينَ قصائدهم,الاّ أنا
شيطاني الساخر يلجمُ حروفي ويحرمها النطقُ
ليتَ قهوتي كُفئ .. كي تجعلُني أمارسُ حقَّ النسيانْ
ليتني أُجيدُ فنَّ التدخينْ .. كي أملأ ذاكرتي دخانْ
ليتَ طقوس عبادتي تَسمح أن أُقدمُ جسدي قُربانْ
فقد رافقني الشيب .. أنا صبَّ صغيرْ
يُلاحفُني طيفٌ تركتيهْ على السريرِ , مسجّى
حينَ توارى وجهكِ عن ناظريّ
أصبحتْ وجوههمْ قفرٌ .. لاتُشاكسُ وحدتي
كل يومٍ يزدادُ ليلي عُتمة
وحُراسهُ يكثرون
وأغلالُ فراقكِ تُقيدُ خطواتي المتلكئةْ
لا أملٌ أحتاجُ اليهِ الاّكِ
ولاحياةَ لمنْ سرقَ الوشق معطفهُ أثناء الصقيعْ
وأنا ذا حفّارُ الذكرياتْ في مقابرِ النسيانْ
ترتجفُ شفتاي متمتمةٌ
أين هادمُ اللذاتْ .. طالَ الأنتظارْ
وزهقَ النسيلْ
بقلمي
28/10/2011