بقلم: أ.د.جعفر عبد المهديصاحب
وصلتنيرسالة من صديق في النرويج تتضمن موضوعا منسوبا للسيد مازن الاسديفاعجبني
فيهسلاسة الاستطراد في الربط الرقمي . واعجبني فيه ايضا طريقة تداخل الواقع مع الخيالفكأننا نتحدث عن بلد غير العراق. وعن شعب غير الشعب العراقي, لقد عرف العراق رجالاونساء من مختلف الاطياف ضحوا بارواحهم واموالهم من اجل عزة بلدهم العراق ونرى اليومرجالا ونساء ضحوا بكل شيء من اجل جيوبهم. فهل من المنطقي ان يتم صرف اربعين الفدولار راتبا تقاعديا لرئيس البرلمان السابق؟؟؟؟ لماذا نكره الحواسم والحراميه ونضعلجان للنزاهة؟ كيف لا يسرق الفقير عندما يرى نخبته تسرق بهذه الطريقة المكشوفة؟عندما ارى مناضر كهذه اتذكر مواقف حصلت في بلدان اخرى :منها
في منتصفالثمانينيات من القرن الفائت اعرف شخصيا اصدقاء وصديقات اطباء من الحزب الشيوعيالايطالي تركوا بلدهم ايطاليا وتوجهوا الى بولندا لغرض افشال عمليات المعارضة وسدالطريق امام محاولات نقابة التضامن (السوليدارنوست)وكان اؤلئك الاصدقاء ضمن موجةكبيرة من الاطباء الشيوعيين الذين تبرعوا للعمل في بلد غير بلدهم وبدون مقابل وذلكمن اجل نصرة عقيدتهم. اي بعبارة اخرى انهم ضحوا بجيوبهم من اجل معتقدهم، مهما كانمعتقدهم. اما عندنا فان الوضع يختلف تماما فلدينا من يبيع وطنه ومعتقده من اجلجيبه. فماذا ان نفسر هذه الرواتب وبالارقام الفلكية!!!والمضحك المبكي ان الجميعيحبون عليا -ع- في حين لم يكن إمام المتقين إلا زاهدا في هذه الدنيا. والان ندرجالمقال الرقمي الذي ارسله لي صديبقي كما كتبه صاحبه مع ملاحظة التصحيح الاملائيوالقواعدي البسيط الذي اجريناه عليه: يقول المقال
بالارقام مع اعضاء البرلمان
دأبالإخوة والأخوات أعضاء البرلمان العراقي على سن القوانين التي تعطيهم الامتيازات،فمنذ الجلسة الأولى التي حددوا فيها مقدار الراتب والمخصصات وحتى يومنا الحاضرعملوا بتفان وبتوافق بل إجماع ليستزيدوا من الخيرات .
هكذاالحال وللأسف ، أناس كان همهم جيوبهم ومصالحهم ، والأسف كل الأسف كنت ممن انتخبهممتصوراً أني أساهم في بناء بلد المؤسسات فيا لغبائي .
لاأريد التجني على الأعضاء المحترمين ، واترك الحكم للأرقام ، فلغة الأرقام دوماًصادقة .
راتبالنائب في البرلمان بحدود( 30000 ) ألف دولار ويصل إلى ( 40000 ) ألف دولار بإضافةراتب الحماية الشخصية وعددهم ( 30 ) شخصا وكذلك مصروفات الطعام والايفادات. إذاشهريا يبلغ مجموع رواتب الأعضاء مع حماياتهم (11000000 ) احد عشر مليون دولار،وخلال سنة واحدة مجموع الرواتب يساوي( 132000000) مائة واثنان وثلاثون مليون دولار، وخلال دورة برلمانية واحدة سيدفع البلد للبرلمانيين ما مجموعه( 528000000) خمسمائة وثمان وعشرون مليون دولار ، هذا مع عدم احتساب رواتب مجلس رئاسة البرلمانويصل إلى ( 50000) ألف دولار للشخص الواحد وكذلك عدم احتسابنا لمبلغ المنافعالاجتماعية الذي نجهل مقداره.
عضوالبرلمان يتقاضى بمفرده سنوياً( 360000 ) ثلاثمائة وستون ألف دولار أي خلال دورةبرلمانية سيصل مجموع رواتبه إلى (1440000) مليون وأربعمائة وأربع وأربعون ألف دولار، ولو فرضنا جدلاً توزيع مجموع تلك الرواتب على عموم الشعب العراقي البالغ عددهمثلاثين مليون فرد لكانت حصة الفرد الواحد( 13.2) دولارا أما توزيع مجموع الرواتب(معالحمايات) سيصل تلك الحصة إلى (17.6 ) دولارا .
العراقيصدر شهرياً (1000 ) برميل من النفط لسداد راتب نائب واحد وبهذا فأننا نخصص ( 275000) برميل نفط شهريا فقط لسداد رواتب الأعضاء ، وسنويا حصة النائب الواحد ستصلإلى( 12000 ) برميل وخلال أربع سنوات ستصل حصته إلى( 48000 ) برميل هذا على فرض أنسعر برميل النفط العراقي يبلغ (30 ) دولارا وفي الواقع أن العراق يبيع نفطه بأقل منهذا السعر، هذا الرقم يعادل إنتاج حقول مجنون من النفط في اليوم الواحد أي أنناسنخصص واردات حقول مجنون لسداد رواتب الإخوة النواب لمدة( 275 ) يوم وإذا أضفناالحمايات سيصبح كل إنتاج حقول مجنون من النفط خلال سنة كاملة لتغطية رواتبالبرلمانيين لدورة واحدة.
خلالدورة برلمانية واحدة يكلفنا البرلمان( 17600000) برميل نفط(سبعة عشر مليون وستمائةألف برميل) ويعادل تصدير العراق لمدة( 11.73) يوم.
يتعينحامل شهادة البكالوريوس براتب يصل إلى( 400 ) دولار شهريا أي أن راتب نائب واحديعادل راتب (75) موظف شهريا، ومجموع رواتب الأعضاء يعادل راتب( 20625) موظفا ، هذاالعراقي سيكون أسرة فيما لو تعين بهذا الراتب، أي إن رواتبهم تعادل إنشاء أكثر منعشرين ألف أسرة عراقية ، بإضافة رواتب الحمايات يزداد هذا الرقم بمقدار (8250) .
وزارةالتعليم العالي أعلنت أن دراسة طالب البعثات كي يحص على شهادة الدكتوراه من الخارجتكلفها حوالي( 200) مليون دينار عراقي ، وبحسابات بسيطة يعادل مجموع رواتب الأعضاءكل شهر تكاليف (46.11 ) طالب بعثة دراسية لمدة أربع سنوات أي خلال دورة برلمانيةستصرف رواتب تعادل تكاليف( 553.38) من طلبة البعثات للحصول على الدكتوراه .
ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لهذا العام بحدود (200 ) مليون دولار أي ان مجموع رواتب الاخوة النواب في سنة واحدة تشكل حوالي 70% منميزانية وزارة تشرف على اكثر من عشرين جامعة ..
ساعةالنائب الواحد سعرها (41.11) دولار وهي تعادل يومية ثلاثة من عمال البناء ، أي انراتبه اليومي يعادل اجرة( 72) عامل بناء .
الأزمةالمعاشية والضنك المادي جعل الشباب يعزفون عن الزواج ، فمن اين للشاب ان يوفر حواليأربعة الآلاف دولار لسداد تكاليف الزواج من غرفة ومهر وغيرها من متطلبات . راتبالأخ النائب أو الأخت النائبة شهرياً يغطي نفقات سبعة زيجات ونصف أي أن مجموع رواتبالأعضاء دون حماياتهم خلال شهر يكفي( 2062.5) شاب لكي يتزوج وخلال سنة فأننا نستطيعتزويج ( 24750) شخص وخلال دورة برلماني سيصل العدد إلى (99000) متزوج في الحدالأدنى .
الشعبالعراقي لا يحسد الإخوة والأخوات أعضاء البرلمان على هذه الامتيازات ، ابدأ، بلأننا نشفق عليهم لعظم الوزر الذي حملته ظهورهم ، وزر السرقة المشرعنة التي اقترفتهاأيديهم التي رفعوها للتصويت لإقرار تلك الامتيازات، أموال للأيتام فيها حق وللأراملوللشيوخ والمعوزين ، أناس يعيشون ضيق العيش، لا يجدون ما يسد الرمق او يستر البدن ،كل هؤلاء قد سرقهم البرلمان العراقي وباٍسم الدستور وبغطاء قانوني ، فكانوا همالمشرعين وهم المستفيدين اقصد السارقين ، بأسهم من أناس لا يحاسبون أنفسهم حينمايضعون رؤوسهم على الوسادة ، سيحاسبهم الجبار الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلاأحصاها حينما يتوسدوا وسادتهم الأخيرة في قبور مظلمة ويوم القيامة الحساب أعظم.