+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: السلوك الفردي في واقعة الطف

  1. #1
    كفى صمتاً يانفس أنثى شرقية is on a distinguished road الصورة الرمزية أنثى شرقية
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    وادي السلام
    المشاركات
    13,291

    Icon6 السلوك الفردي في واقعة الطف



    بسم الله الرحمن الرحيم


    اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم





    السلوك الإنساني ينقسم إلى أربعة أقسام :




    1-السلوك الرباني : وهو الذي يتخلق بأخلاق الله ويتصف بصفاته دون البشر .




    مثال على ذلك :



    قال أبو مخنف - حدثنا عبدالله المشرقي قال : قدمت ومالك بن النضر الارحبي على الحسين فسلمنا عليه ثم جلسنا إليه ، فرد علينا ورحب بنا وسألنا عما جئنا له ؟ فقلنا : جئنا لنسلم عليك وندعو الله لك بالعافية ، ونحدث بك عهدا ونخبرك خبر الناس ، وانا نحدثك انهم قد جمعوا على حربك فررأيك . فقال الحسين ( ع ) : حسبي الله ونعم الوكيل ، قال : فتذممنا و سلمنا عليه ودعونا الله له ، قال : فما يمنعكما من نصرتي ؟ فقال مالك بن النضر : على دين ولي عيال ، فقلت له : ان على دينا وان لي لعيالا ولكنك ان جعلتني في حل من الانصراف إذا لم أجد مقاتلا قاتلت عنك ما كان لك نافعا قال : قال فانت في حل ، فاقمت معه فلما كان الليل قال : هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا . ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي ، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله ، فان القوم انما يطلبوني ولو قد اصابوني لهوا عن طلب غيري .
    فقال له اخوته وابناءه وبنو أخيه وابنا عبدالله بن جعفر : لم نفعل لنبقى بعدك ؟ لا ارانا الله ذلك ابدا بدأهم بهذا القول العباس بن علي ، ثم انهم تكلموا بهذا ونحوه . فقال الحسين ( ع ) : يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا قد أذنت لكم ، قالوا : فما يقول الناس ؟ يقولون : انا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الاعمام ولم نرم معهم بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا ندري ما صنعوا لا والله لا نفعل ولكن نفديك انفسنا واموالنا واهلونا ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك .



    قال أبو مخنف - حدثني عبدالله بن عاصم عن الضحاك بن عبدالله المشرقي قال : فقام إليه مسلم بن عوسجة الاسدي فقال : انحن نخلي عنك ولما نعذر إلى الله في اداء حقك . اما والله لا افارقك حتى أكسر في صدورهم رمحي واضربهم بسيفي ماثبت قائمه في يدي ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى اموت معك ، قال : وقال سعد بن عبدالله الحنفي : والله لا نخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك ، والله لو علمت اني اقتل ثم احيا ثم احرق حيا ثم اذر يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى القى حمامي دونك ، فكيف الا افعل ذلك وانما هي قتلة واحدة ، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا . قال : وقال زهير بن القين : والله لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل كذا الف قتلة وان الله يدفع بذلك القتل عن نفسك و عن انفس هؤلاء الفتية من اهل بيتك ، قال : وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد فقالوا : والله لا نفارقك ولكن انفسنا لك الفداء نقيك بنحورنا وجباهنا وايدينا فإذا نحن قتلنا كنا وفينا وقضينا ما علينا .


    ومثال آخر : هو حبيب بن مظاهر الاسدي الذي كان يختم القرآن في ليلة واحدة وكان رجلا عالما وفقيه ، فتخذ نصرة الإمام الحسين عليه السلام لمعرفته الإمام حق معرفته وذلك السبب الرئيسي هو السلوك الرباني الذي ينتهجه حبيب بن مظاهر .




    1- السلوك العقلاني : وهو الذي يحكم عقله في جميع أموره دون الحاجة لعقول وتفكير الآخرين .
    ومثال ذلك : جاء ابن سعد لقتال الحسين (عليه السلام) بأربعة آلاف، و انضمّ إليه الحرّ و أصحابه فصار في خمسة آلاف، و تتابعت عليه الرايات و الجيوش و تقابلا للحرب، فقال الحر لعمر بن سعد: أصلحك الله! أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال عمر: إي والله قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس و تطيح الأيدي.
    قال الحر: أفمالك في واحدة من الخصال التي عرض عليك رضا؟
    فقال عمر: أما والله لو كان الأمر إليّ لفعلت، و لكن أميرك قد أبى.
    فأقبل الحرّ حتى وقف من الناس موقفاً و معه رجل من قومه يقال له قرّة بن قيس الرياحي، فقال له: يا قرّة هل سقيت فرسك اليوم؟ قال: لا! قال: فما تريد أن تسقيه؟ قال: فظظنت والله أنه يريد أن يتنحى فلا يشهد القتال، فقلت أنا منطلق فأسقيه، فاعتزلت ذلك المكان الذي كان فيه، فو الله لو أطلعني على الذي يريد لخرجت معه إلى الحسين (عليه السلام).

    فأخذ الحر يدنو من الحسين قليلاً قليلاً، فقال له المهاجر بن أوس: ما تريد يا ابن يزيد أتريد أن تحمل؟ فلم يجبه و أخذه مثل العرواء ، فقال له المهاجر: ان أمرك لمريب! و ما رأيت منك في موقف قط مثل الذي أراه الآن؟ و لو قيل لي: من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك فما هذا الذي أرى منك؟

    فقال الحر: اني والله أخيّر نفسي بين الجنّة و النار، و و الله لا أختار على الجنّة شيئاً و لو قطّعت و حرّقت، ثم ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين (عليه السلام) و يده على رأسه و هو يقول: أللهم إليك أنيب فتب عليّ فقد أرعبت قلوب أوليائك و أولاد بنت نبيّك، فلما دنا منهم قلب ترسه فقالوا: مستأمن، حتى إذا عرفوه سلّم على الحسين و قال: جعلني الله فداك يا ابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع و سايرتك في الطريق و جعجعت بك في هذا المكان! والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن القوم يردّون عليك ما عرضته عليهم أبداً، و والله لو ظننتهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك.
    و إني قد جئتك تائباً مما كان منّي إلى الله و مواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك. فهل ترى لي من توبة؟

    قال (عليه السلام): «نعم! يتوب الله عليك و يغفر لك، فانزل».
    قال: أنا لك فارساً خيرٌ منّي راجلاً، أقاتلهم على فرسي ساعة و إلى النزول يصير آخر أمري.

    قال (عليه السلام): «فاصنع ـ يرحمك الله ـ مابدا لك».
    فتقدّم الحرّ أمام أصحاب الحسين و خاطب عسكر الأعداء قائلاً: أيها القوم! ألا تقبلون من الحسين خصلة من هذه الخصال التي عرضها عليكم فيعافيكم الله من حربه و قتاله؟ أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا جاءكم أسلمتموه، و زعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه، أمسكتم بنفسه، و أخذتم بكظمه، و أحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجّه في بلاد الله فصار كالأسير في أيديكم، و حلأتموه و نساءه و صبيته و أصحابه عن ماء الفرات، لاسقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا عمّا أنتم عليه. فحملت عليه الرجال ترميه بالنبل، فرجع حتى وقف أمام الحسين (عليه السلام).

    ومثال آخر : زهير بن القينفي عام 60 للهجرة، وتزامناً مع حركة الإمام باتّجاه الكوفة، كان هو عائداً من الحج. ولم يكن يرغب في مقابلة الحسين إلاّ أنه اضطر إلى النزول هو والإمام الحسين في منزل واحد. فأرسل إليه الإمام رجلا يدعوه إليه، وكان متردّدا في الذهاب إلاّ أنّ امرأته حثّته على الذهاب إليه. فتحدث معه الإمام وأثّر كلامه فيه تأثيراً بليغاً فتحول فجأة من عثماني الرأي إلى حسيني المعتقد. فانضم إلى قافلة الحسين بعد أن أرسل امرأته إلى قبيلتها .


    2- السلوك المادي : وهو الذي يسير سلوكه ونفسه بتجاه المظاهر والتفاخر ويحب المال حبا جما .
    ومثال على ذكر : عمر بن سعد لعنه الله حين خير نفسه بملك الري وبقتل الإمام الحسين عليه السلام فاختار ملك الري .

    وأيضا أهل الكوفة حين قال عنهم الفرزدق قلوبهم معك وسيوفهم عليك ، وهذا كله بسبب أموال يزيد وجوائز يزيد هي إلى جعلت السيوف تكون ضد الإمام الحسين عليه السلام .


    3- السلوك الشيطاني : وهو الذي يكره الخير وأهل الخير .
    مثال ذلك : هو الشمر لعنه الله حيث يقتل الإمام الحسين عليه السلام لا لأجل منصب أو رئاسة أو أموال بل لأنه يكره أهل الخير .


    بقلم
    أول دمعة


  2. #2
    qeen ام فيصل is on a distinguished road الصورة الرمزية ام فيصل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    51,391

    افتراضي رد: السلوك الفردي في واقعة الطف

    سلمت يداك عزيزتي
    على هذا الموضوع
    فحادثة الطف شملت كل المعاني الإنسانية والدروس والعبر
    واصبحت رسالة عالمية لكل البشر

    دمتي بكل الخير
    مع تحياتي لك

  3. #3
    ابو هبه حسام فارس is on a distinguished road الصورة الرمزية حسام فارس
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    مدينت العلم
    المشاركات
    577

    افتراضي رد: السلوك الفردي في واقعة الطف

    ان الكلام الذي دار في واقعت الطف
    كله عبر ومواعض من الذين اختاروا نصرت ابن بنت نبيهم
    على الذين اختاروا طريق الغزي والعار.الهم اجعلنا من نصرت الحسين و اله عليهم السلام.شكرا _موضوع مميز

  4. #4
    كفى صمتاً يانفس أنثى شرقية is on a distinguished road الصورة الرمزية أنثى شرقية
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    وادي السلام
    المشاركات
    13,291

    افتراضي رد: السلوك الفردي في واقعة الطف

    حياكم الله ياطيبين ممنونه لمروركم الكريم
    وبارك الله بيكم لتواصلكم الدائم
    جعلنا واياكم من خدمه الحسين عليه السلام
    امي الغاليه ام فيصل
    اخوي الطيب حسام فارس
    تحياتي لكم

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك