سمفونية ضائعة حروفها
عزفتها أنامل فنان
أبى ان يعزف الا للحب
أبى حتى ان يتكلم
الا بكلام الحب
سمفونيته عزفت بأنامل من حرير
بدأ جلسة العزف
بدأ يضرب أوتار ضلوع قلبه
لتُخرج رنات موسيقية
تُطرب آذان السامعين
هذا الفنان كان يشعر ان شمس الربيع
تُشرق في هذا اليوم داخل قلبه
لشدة فرحه
كان يحاول ان يضيع بين همسات أفكاره
فقط محاولا ان يفهم ما سبب إشراقة هذه الشمس
كان يغوص في أعماق نفسه باحثا عن الجواب
حتى يصل في النهاية
الى صوت يهمس له قائلا : لا تسأل ما السبب حتى لا تزول هذه الشمس ويحل مكانها غيمة سوداء
ففطن إلى الهمس الداخلي وجلس فقط ليعزف هذه السمفونية
التي حاول طويلا ان يستدل من أين يبدأ بها
بدأ بضرب الأوتار ببعضها
وعندما بدأت انامله بالعزف
بدأت ملامح السعادة
تتحول الى جنون
فهو الآن علم من اين استمد هذه الشمس
من اين جائه هذا النور
والناظر اليه يكاد يُجن من هول المنظرفهو يعزف
وأذنيه تحاولان الإقتراب من بعضهما البعض حتى لا تضيع نوتة موسيقية
في رياح الضياع والتشتت
"غريب هذا الزمان"
هذه الكلمات قالها الفنان لنفسه
قالها بعفوية تامة وبدأ يسرح في مضمونها
ولكن مع كل تلاطم هذه الأفكار
لم تنفك أنامل هذا الفنان عن العزف
فبدأ يقول لنفسه لا اظن ان هذه الكلمات جائتنى هكذا
حسنا سوف أدمج هذه الكلمات
مع نوتات
لعلها تشكل ملامح كلمة صعبة
حاولت عزفها طويلا
فبدأ ينسج الكلمات والنوتات
كأنه يوهم الناظر اليه انه يرسم لوحة استعراضية
بألوان مائية أو ذهبية
في البداية كان إيقاع كلماته والنوتات ضعيف
ليس فيه أي إنسجام
لكنه بعد برهة بدأ يتذكر مواقف جميلة
بدأ يتذكرها ابتسامتها المشرقة
كانت هي الملهمة له
فبدأت كلاماته والنوتات تترابط معا
ككلمة واحدة
او كحرف واحد
حتى ان فمه يكدا يكون موصولا مع أنامله الحريرية
فعزف وعزف وعزف
وبعد ساعات طوال
وجد نفسه شكل حرفا واحدا
الا وهو حرف الألف
بانت علامات اليأس على وجهه المشرق من نور الشمس الساطعة عليه
لكنه اقنع نفسه
انه في تحسن كبير
فقد عاش ثمانية عشر عاما يحاول ان ينسج هذا الحرف
وكل محاولاته بائت بالفشل
فعزم على أن يستمر على هذا الحال
حتى يصل الى الحرف الأخير
الا وهو الكاف
وهنا قال الفنان كلمات
قال لنفسه
يا للعجب
انا عشت ثمانية عشر عاما
فقط لأجمع حروف هذه الكلمة
وبني البشر
ينسجونها في أقل من ثواني
حتى انها اصبحت عندهم اسهل من شربة ماء
فنظر إلى نفسه
في مرآة معلقة في الحائط
وقال: اتعلم إنني احترم ميلادك على هذا الكون
فأنت قد خرقت كل فرضيات
وكل خيانات واستهتارات
هذا البني آدم البشري
الذي يقول كلمات
لا يعنيها
يقولها
لمجرد ان يقولها
نعم إعزفي أيتها الأنامل
وتضاربي ببعضك أيتها الضلوع
وأسمعيني
كلمة أحبك
التي انتظرتها شفتاي
وتنتظرها فتاة احلامي
وانا سأقول لملاكي
إصبري
فمصداقية كلمتي تكون عندما أفرغ من القاء قاموس مشاعري
داخل بحر قلبك
الذي أبت أمواجه إلا ان تتلاطم داخل قلبي
بقلم:العازف على نبضات القلوب(R@zi)
.>صوص متوحش<
رد مع اقتباس
