كلماتكِ لم تبقِ لي رصيفاً اقفُ عليه او حبلٌ انشرُ عليه حروفَ حبي ولا حائط َ مبكاً اتكأ ُ عليه لابكي ما ضاع, واتهاماتـُكِ لي اغرقتني بفيضاناتها وعنفوان تدفقها واتجاهها نحوي , سيولا تُسرعُ مباشرة ًصوب قلاع العطف والرقة والتسامح واللطف لتجرف كل ما تبقى من فتات قدس اقداسنا, لم ينفع معها لاحنان يتشبث ولا صدق روح منحكِ يوما صولجان المحبة , كل ما سكن الفؤاد من عواطف سامية تلاشى وجرفتهُ السيول المجنونة برغبة الانعتاق , لم يبق منا الا جروح انهكها السهر والحزن وخذلانٌ يصفعُنا من كل جانب , هو الموتُ البطئ... الذي كنتُ اخشاهُ واتحاشاهُ دوما ,وكنتِ تطلبينهُ حثيثا , كلما اشفقتُ على نفسي وعليكِ منهُ وطلبتُ البُعد , توسلتني دموعُكِ واستفزتني اتهاماتُكِ وخانتني نفسي الغارقةُ في العشقِ حد التشبث بالقشةِ وخداع النفس , هو جنون الحب سيدتي , ورعشة موت الانا داخلنا , صراع بين المقدس السامي وبين كل ما يكون ادنى منه في النبل والعلو , صراع بين الذات التي منحناها القدسية وبين ضيف جديد حل في القلب ليزاحم ذاتنا مكانتها وقدسيتها, اتركي عنك كلام المكاتيب والكتب الرخيصة التي اغرقت الكثير قبلنا بكلام مبهم غير مفهوم ,لا يغني ولا يشبع , عن تضحياتٍ وهمية واغنياتٍ سوقية تصدح باسم حبيبٍ ذُبحَ على مقصلةِ اللؤمِ التي نزركشُ احرُفها ونحورها ونغلفها باسماءٍ مستعارة ,كرامة وعزة وكبرياء, ومتى كان.... بين المحبين الذين لم يدخلوا قلاع العشق الا لانهم مجانين وتخلوا عن دائرة المعارف الوهمية .....كبرياء او تكبر او عزة وتجبر او كرامة وتحرر, وهل العشق الا روحين ذابتا بروحٍ واحدةٍ , وهل العشق الا انفسٍ انصهرت معا لتشكل هيكلاً احادي الاتجاهات والجوانب ...
كيف لمن احبَ ان يتنازلَ عن عشقهِ بدعاويٍ كيديةٍ وضروبٍ من البلاهةِ اعماها كلامٌ مقتطعٌ من كتيباتِ السوقةِ التي تعلوها احرف من لغة القسوةِ لتُقطّعَ الوصال وتمزق الاحوال ليس الا خوفا من التلاحم اكثر فاكثر , انما هو زعم من جهل خبايا القلوب , وتاهت.. في ظل اناته.. عنه الدروب , هو زعمُ من لم يختلي مع قلبه يوما ومن لم يذق طعم التخلي عن الانا المتضخمة عنده ..هو كلام من لم يعرف ولا مرة في حياته معنى العاشق والمعشوق ..ولم يطب نفسا وهو يسقي الحبيب كأسا كان مزاجها كافورا ... هو كلام نحشي به ما فرغ من بطون عواطف ذبلت وتساقطت لنقنع به الغير الذي اعطانا ما لم نقدّر ومن لم نستطع ان نكافئ عطاياه بمثلها..
ليس بمقدوري ان احنث هذه المرة بقسمي .. فأن كنتِ انتِ التي اتيتني في حلمي فأرجو منكِ المعذرة ..لانكِ لو كنتِ تملكين كل هذه العاطفة حقيقةً لاتيتِ فعلا ولما انتظرتِ غيركِ.. ولما استهواكِ التلاعب بي وبعواطفي , والا فماذا تسمين كل ما يجري وما يحدث الان , لدي الكثير والكثير مما لا يصلح للنشر لو كنتِ تريدينه حقا فتعالي واقرأيه بنفسكِ لتعرفي من انا حقا, وانت تعرفين جيدا ان ليس هناك من محاذير تخشينها حين المجئ ولو كنتِ قطعت رقبتي وان كنتِ مزقتِ لي قلبي وفؤادي فلست انا من يهدر كرامة ضيف ولا من يقتص من يدٍ مُدت اليه ... اما ان لم تكوني انتِ فقد كان شبحُ الشيطان قد تمثل في زي الملائكةِ ليتلاعب بمقدساتي وما اكثر الاشباح..فعذرا منكِ..
عذرا منك ِ اقولها حقا وصدقا لاني لا املكُ غيرها هذه المرة .. وشكرا لمن جاء ومنحني ساعة من امل وان كان كاذبا ..
وفي كل الاحوال فأن هناك من كسر للثقة وجها , واسقطها بالقاضية
وقديما قيل ان الثقة كالدمعة ان سقطت يستحيل اعادتها