العودة....
عدت لا اعرف لمادا ولكنني رجعت إلى سجني الرهيب، إلى جنتي العتمة،إلى وسادتي الخالية،إلى أحضان الحزن والدموع،إلى سعادتي وشقائي في نفس الوقت،عدت إلى الصراع حول لا شيء ذا قيمة،إلى الشرود والضياع إلى البرود وقلة المشاعر.عدت بعد أن طفت جميع القلوب دون أن أجد فيهم من يستحق التضحية أو حتى المحاولة،عدت بعد أن مللت من المغازلة الزائدة عن اللزوم،بعد أن جربت كل الطرق من اجل البقاء بما فيها الشعوذة والأوراق،بعد أن شبعت من الكلام المعسول،لا اعرف لمادا لكنني رجعت إلى مكابدة أحزاني وأهاتي، إلى السير رفقة ألامي والغوص من جديد في دوامة لا مخرج لها أبدا،أسبح فيها وحدي، فقد عدت وليس لدي أي رغبة في الرجوع إلى عالم أصبح فيه الكذب حقيقة والصدق نفاق،عالم أصبح القوي فيه هو سيد الموقف و الكره هو أنبل المشاعر،عالم مليء بالوجوه المزيفة والقلوب السوداء،عالم تغيب فيه العفة والبراءة وتسكنه الخلاعة وقلة الحياء. عدت ولم يجبرني احد على البقاء، لقد عدت لأنني وجدت أن الأنسب لي هو الرجوع.