سد الموصل الواقع على نهر دجلة والبالغ طوله ثلاثة آلاف و650 مترا، وبارتفاع 100 متر، تتسع بحيرته البالغة مساحتها 380 كيلومترا مربعا الى 11 مليارا و110 ملايين متر مكعب، فيما توّلد محطته الكهرومائية 750 ميغاواط. يعاني هذا السد المهم من تصدعات مستمرة و تاكل في اسسه منذ بداية تشيده في الثمانينيات من القرن الماضي مما يسبب خطرا محدقا قد يودي الى تحطم السد و دمار قد يلحق بالمناطق المجاورة.
وقد صرحت وزارة الموارد المائية أن أعمال بناء جدار كونكريتي اسفل اسس سد الموصل ستدخل حيز التنفيذ قريبا بعد ان تم اختيار شركتين المانية وايطالية من ضمن 60 شركة عالمية متخصصة بسلامة السدود, وقد دعت الوزارة شركتي "باور" الالمانية، و"تريفي" الايطالية لاستكمال التفاوض بشأن الامور الفنية والقانونية والمالية المتعلقة بمشروع تنفيذ الحل النهائي والدائمي لمشكلة تآكل اسس سد الموصل المستمرة.
واوضح الناطق الاعلامي للوزارة حامد حسين ان الاختيار وقع على الشركتين المذكورتين من بين اكثر من 60 شركة عالمية متخصصة بسلامة السدود ، لما تمتلكانه من خبرة فنية وقدرة تؤهلها لتنفيذ عمل كبير وعالي التقنية، يتضمن تشييد جدار كونكريتي قاطع في مقدمة السد وتحت اسسه بعمق يتجاوز 200 متر، لمنع عملية رشح المياه والتردي المستمر بأسسه الحاوية على تكوينات الجبس التي تذوب بتأثير خزن المياه في البحيرة مقدم السد.
واكدت وزارة الموارد المائية ان المشروع سيسهم بأنهاء مشكلة السد وبما سيسمح بتوظيف امكاناته المستعملة لخزن المياه وتوليد الطاقة الكهربائية و مشاريع زراعية وصناعية واستثمارية لن تشمل محافظة نينوى فحسب، وانما ستعم بقية المحافظات عند مجرى نهر دجلة. ان عمليات التحشية لأسس السد التي تنفذها 36 ماكنة متخصصة، مستمرة على مدار الساعة منذ العام 1986 وضخت خلالها اكثر من 50 ألف طن من المواد الاسمنتية. وكانت وجهات النظر العلمية المحلية والعالمية اجمعت على تشييد جدار كونكريتي اسفل اسس سد الموصل التي تتآكل باستمرار وبعمق يزيد على 200 متر من خلال تقنيات اصبحت ممكنة حاليا ولدى عدد محدود من الشركات الاجنبية، وبكلف اكدت الوزارة انها لن تتجاوز العشرة بالمئة من كلف تشييد سد مماثل لحجم واهمية ومكان سد الموصل في ذات الموقع.

اتمنى ان يتم انجاز هذا المشروع بالسرعة الكافية لايجاد حل لمشكلة السد التي طالت و ان يتاح المجال للشركات الاجنبية ان تعمل بحرية فكما نعلم كان الارهاب هو السبب الرئيسي في ابعاد الشركات الاجنبية و تخويفها من العمل في العراق, اما الان وقد تراجعت العمليات الارهابية و تم القضاء على معظم التنظيمات الارهابية فان الوضع صحي للشركات الاجنبية لكي تعمل لدينا في ترميم البنية التحتية و و اتمنى ان يساهم ابناء الموصل جميعا في توفير الحماية للعاملين في هذا المشروع الحيوي و الذي يمس حياتهم اليومية بشكل مباشر و الذي بالتاكيد سوف يوفر العديد من فرص العمل لابناء الموصل لان الشركات التي تبنت المشروع سوف تعتمد على الايدي العاملة و الخبرات العراقية في تنفيذ هذا المشروع.