كرر الرئيس العراقي جلال طالباني سياسة بلاده الرافضة لشن متمردي حزب العمال الكردستاني هجمات على تركيا عبر الحدود مع العراق.
وقال طالباني خلال اول زيارة له كرئيس عراقي الى تركيا والتي تستمر يومين انه امر السلطات الكردية في العراق بوقف انشطة حزب العمال الكردستاني في المنطقة.
وتأتي زيارة طالباني لتركيا بعد اسبوع واحد من انتهاء العملية العسكرية التركية في شمال العراق التي استهدفت عناصر حزب العمال الكردستاني.
وتهدف الزيارة الى تحسين العلاقات بين الدولتين، والتي خيم عليها التوتر جراء تلك العملية والتي اعتبرتها الحكومة العراقية اعتداء على اراضيها.
وقد خشي البعض من ان يؤدي التوغل التركي الى اتساع رقعة القتال بين الدولتين الحليفتين للولايات المتحدة.
وترى انقرة الزيارة، التي تعد الاولى لطالباني كرئيس لدولة العراق، باعتبارها فرصة " لفتح صفحة جديدة" في العلاقات بين البلدين.
ومن المقرر ان يلتقي طالباني بنظيره التركي عبد الله جول حيث سيناقش الرئيسان العلاقات العسكرية بين البلدين وكذلك التعاون في مجال الطاقة وقضايا اقتصادية اخرى، وفقا لما ذكره مكتب الرئيس التركي.
وقالت الحكومة التركية على لسان ممثلها الخاص في العراق مرات اوزليك " ان هذه العملية كانت رسالة على كم نحن عازمون لمنع حزب العمال الكردستاني من استخدام اراضي العراق الشمالية كملاذ آمن".
وقال اوزليك ان الحكومة العراقية اقرت بالتهديد الذي مثله حزب العمال لتركيا وهذا " يمنحنا فرصة لاعادة التركيز على الدبلوماسية في 2008".
منتديات الفرات حزب العمال الكردستاني كثف هجماته الخريف الماضي


وكان الرئيس التركي قد وجه الدعوة لطالباني في الـ21 من نوفمبر/ تشرين الثاني وذلك عقب ساعات من اجتياح القوات التركية لشمالي العراق الذي يتخذه حزب العمال منطلقا للهجوم على الاراضي التركية.
واضاف المندوب التركي ان " العلاقات بين العراق وتركيا ستجني قوة دفع جديدة وسوف ندلف لمرحلة ستفتح خلالها صفحة جديدة".
وكانت انقرة قد حذرت من انها ستستمر في تتبع عناصر حزب العمال الكردستاني سواء داخل الاراضي التركية ام خارجها.
انتقادات للزيارة
وقد انتقد قادة سياسيون عراقيون زيارة طالباني ووصفوها بانها زيارة عبثية بالنظر الى ان الموقف السياسي الذي نتج عن الغزو التركي لشمالي العراق لمطاردة حزب العمال ما زال غامضا.
وافادت تقارير اخبارية ان هؤلاء الساسة حذروا طالباني من انه قد لا يلقى معاملة رئيس الدولة واقترحوا ان يؤجل تلك الزيارة لاسابيع حتى يتضح الموقف.
كما ذكروا الرئيس العراقي بان تركيا ما زالت تحتفظ بوجود عسكري في منطقة كردستان العراق تنفيذا لاتفاق عام 1995 بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة التركية.
واعرب المعارضون لزيارة طالباني عن دهشتهم من اصرار الرئيس العراقي على القيام بهذه الزيارة رغم ان نتيجتها معروفة سلفا، في اشارة الى انها لن تغير شيئا من الوضع الراهن سواء المتعلق بانشطة المتمردين الاكراد المناهضين لتركيا او منع تلك من شن هجمات عسكرية اخرى في المستقبل داخل الاراضي العراقية.