اغتيال النوري يدفع العراق نحو المزيد من العنف الطائفي
الـ تايم ـ بقلم: أبيفيل هاوزلونر:
تميز رياض النوري بأهمية كبيرة لاسباب عدة، فقد كان صهر مقتدى الصدر والمسؤول الاول في حركة المناوئة للامريكيين. بل واجه في احدى المراحل من عام 2005 اتهامات بالتجسس لصالح الامريكيين من جانب عدد من اعضاء حزبه بالذات، لذا، عندما قتله في مدينة الكوفة رجل مسلح يمتطي دراجة نارية بينما كان عائدا من صلاة الجمعة الى بيته، كان لابد ان تثار الكثير من الشكوك حول الجهة المسؤولة عن عملية الاغتيال تلك.
فبينما انحى زوج أخته القوي باللائمة على الامريكيين، اعرب بعض رجال الصدر عن اعتقادهم بان الميلشيات الشيعية المنافسة الاخرى هي التي تقف وراء عملية القتل على الارجح، بل افترض آخرون ان الاغتيال ربما يكون انطلق من داخل صفوف حركة الصدر نفسها.
ومهما يكن الامر، ثمة شيء واحد مؤكد هو ان عملية الاغتيال هذه، التي اثارت غضبا كبيرا عند انصار الصدر، تهدد الآن بدفع العراق اكثر نحو العنف الطائفي من جديد في وقت تستعد فيه الحكومة العراقية لرفع نظام حظر التجول عن معقل الصدر »مدينة الصدر«.
فما ان انتشرت اخبار موت رياض النوري حتى اطبقت مشاعر السخط والغضب الشديد على مؤيدي الصدر وعلى الآلاف من رجال ميلشياته ـ جيش الصدر ـ الذين كانوا قد دخلوا بمعارك شرسة ضد القوات العراقية والامريكية في الاسابيع القليلة الماضية.. ويذكر ان مدينة النجف حيث قتل النوري شهدت العام الماضي عنفاً شيعياً ـ شيعياً متزايدا تمثل في اعمال قتل انتقامية بين جيش المهدي وميلشيات شيعية اخرى بما فيها لواء بدر الذي يرتبط بالمجلس الاعلى.
لذا، يُعرب بعض الصدريين عن الشك في لواء بدر الذي يهيمن على قوات الامن العراقية في الكثير من مناطق جنوب العراق.
لكن بالرغم من هذا، سرت شائعات بين بعض الصدريين يوم الجمعة في النجف بأن القاتل جاء من وسط صفوفهم. إلا أن مقتدى الصدر وجه اللوم علنا إلى الولايات المتحدة في مقتل النوري.
فقد قال الشيخ عبدالهادي المحمداوي مسؤول مكتب الصدر في مدينة كربلاء بالنيابة عن مقتدى: يريد المحتل أن يثير فتنة وعلينا ألا ننجر إليها.
إلا أن المحمداوي أكد أيضا ان الصدر يريد من انصاره المحافظة على الهدوء في الوقت الراهن وعدم رفع السلاح.
الحكومة العراقية سارعت من جهتها لاجهاض العنف المحتمل بعد مقتل النوري وفرضت فورا حظر التجول في اقليم النجف حتى اشعار اخر.
حيدر العبادي عضو حزب الدعوة أبلغ »التايم« انه لا يعلم شيئا عن حادث مقتل النوري وامتنع عن التعليق حول احتمال وقوع المزيد من الاضطرابات قائلا: أنا لا أعرف شيئا حول ما حدث لكننا نشعر بقلق كبير.
على أي حال، يتعين الانتظار لنرى ما إذا كانت عملية الاغتيال ستؤدي أم لا للمزيد من الاقتتال الشيعيـ الشيعي برأي ميجر ألين كونوي المتحدثة باسم الفرقة المركزية في القوات المتعددة الجنسيات التي تعمل في منطقة النجف.
في غضون ذلك لا يزال التوتر سيد الموقف في مدينة الصدر ببغداد فمع تحرك الحكومة لرفع حظر التجول الذي فرضته على المدينة اثر القتال الذي اندلع فيها بين قواتها وقوات جيش المهدي في نهاية الشهر الماضي، بدأت جولة اخرى من المواجهة من جديد. اذ يقول سكان هذه المدينة المحاصرة ان القوات الامريكية تساعد الوحدات العسكرية العراقية في كل عملياتها اليومية وما يزال الوضع كئيبا فمعظم سكان المدينة يعيشون بلا ماء وكهرباء، وتبدو الشوارع فارغة بينما تقصف الطائرات الامريكية اماكن معينة فيها.
تقول ايمان حميد من مدينة الصدر ان الامريكيين يتحركون بين مبنى وآخر ويقفون على اسطحة المنازل في احياء الجيارة، والساحة الثالثة والثمانين ومستشفى الزهاوي. وان المدينة، التي يقيم فيها ملايين العراقيين، الفقراء تتعرض للضربات الجوية الامريكية لليوم الثاني عشر على التوالي.
لكن على الرغم من هذا، ما يزال مقاتلو جيش المهدي يمطرون المنطقة الخضراء المحصنة جيدا وسط بغداد بقذائف مدفعية الهاون من قلب مدينة الصدر بالذات.