وكأن عمري ما عرفتكِ داري
ربي دعوتُك والندامـة صُحبتـي
للعفو أرجـو للرضـا إصـراري
والدمعُ أسكب والعيـونُ نواهـلٌ
يا دمع عينـي اتخـذتُ قـراري
دنيا الطيوب أخذتِ مني لحظتـي
وزرعتِ وَردك في ثرى أفكـاري
وسرقتِ من عمري الزمان وإنها
عزفتْ لوهجِـك كُلهـا أوتـاري
أنسيتُ ربـي ! لا وربـي إنـه
للروح يملـك عالمـا أسـراري
لكـن ربـي إذ عبدُتـه طائعـا
وسجدت ليلي خاشعـا ونهـاري
وحفظت وِردي أبتغي فيه الرضا
ونحرتُ قلبـي أرتجـي أقـداري
ليكون بيتي في السماء وروضَتي
تحـت الظِـلال غَنيـة النِّـوار
وشققتُ صوتي بالتـلاوةِ قارئـا
لتكون سترًا حاميًـا مـن نـارِ
ما كنتُ وفيـتُ القليـل وإننـي
أبقـى عصيـا للعلـيِّ البـاري
دنيا الغرورِ وان سكنتِ بمهجتي
وكتبتُ فيك قصائـدي أشعـاري
سأعيشُ فيك كأنني اذوي غـدا
وكأن عمري مـا عرفتُـكِ داري
هو ذا فؤادي ما ملكتِـه لحظـة
لله تـرنـو دائـمًـا أنـظـاري
شعر : مقبولة عبد الحليم