الاحتراق الذاتى سيكون هذا المصطلح جديد على مسامع الكثيرين , ولكنه مصطلح يحوي بين طياته الكثير والكثير من الخبايا والالغاز , فالأحتراق الذاتى ظاهرة فى قمه الغرابة حار العلماء فى تقديم تفسير منطقي لها على الرغم مما وصل اليه الانسان من تقدم فى العلوم والتكنولوجيا , ولكن فى ظاهرة الاحتراق الذاتى يقف الانسان عاجزا عن تقديم تفسير منطقي لها على الرغم من ان تلك الظاهرة تحدث منذ حوالي قرن من الزمن .
اولا نقدم تعريف لذلك المصطلح :
الاحتراق الذاتى هو الاحتراق المزعوم لأي جسم بدون أى مصدر خارجى وعدم اتصاله باي مصدر حراري , حيث انه يحدث ذاتيا ولا يكون قريب من اى مواد قابله للأشتعال .
هذا التعريف بذاته يفجر الكثير من التساؤلات فالنار مهما كانت شدتها فهى قد تؤدي الى حروق او بثور بسيطة على جلد الانسان , هذه هى النار التى يعرفها كل البشر اما مع الاحتراق الذاتى فالأمر يختلف كثيرا .
الاحتراق الذاتى يحرق الجسد كليا وذاتيا ولا يخلف وراءة الا بقاياطراف سليمة لا تمسها النيران ولابد ان نذكر ان حتى العظام تختفي فى الاحتراق الذاتى فالنار تقضى على الجسد تماما وشدة حرارتها تؤدي الى ذوبان العظام حيث تصل درجة الحرارة فى الاحتراق الذاتى الى ما بين 2500 _ 3000 درجة مئوية , وهذا امر غير قابل للتصديق ولا يمكن حتى تخيل حدوثة فتنفجر التساؤلات :
من اين اتت تلك النيران؟
وأن وجدت فكيف تكون بهذا المقدار الهائل من شدة الحرارة رغم عدوم وجود الجسد من مصدر للحرارة؟
مع نهاية القرن الماضى وصلت حالات الاحتراق الذاتى الى 250 حالة وذلك الرقم ليس دقيقا حيث هناك كثير من حالات الاحتراق الذاتى التى يتم تسجيلها على انها حالات احتراق افضت الى الموت .
ومن الاشياء التى تستحق الاشارة اليها ان رأي العلماء يؤكد ان جمجمة الانسان لا يمكنها الاختفاء مهما كانت قوة الاحتراق او شدة الحرارة فهى على أسوأ تقدير يمكنها ان تتقلص الى حجم البرتقالة اما ان تختفي فهذا امر مستحيل علميا , اما فى حاله الاحتراق الذاتى فالامر يختلف حيث يختفي جسد الضحية مخلفا ورائة ساقين وبعض ذرات قليلة جدا من الرماد ولغز
لغز كبير حار فيه العلماء لأكثر من تسعه عقود .
اعتقد ان الكثيريين سيشككون فى وجود مثل تلك الظاهرة ولذلك ساسرد بعض من الحالات الموثقة وادعمها بالصور للتحقق ...
سأبدا بأشهر حادثة فى تلك الظاهرة وهى حدثت فى الولايات المتحدة الامريكية وتحديدا فى ولاية فلوريدا وكان ضحيتها الدكتور ( جون بنتلي ) والتى حدثت فى عام 1966 والذى تحول فيها دكتور ( بنتلي ) الى بعض من الرماد الناعم بدون سبب مفهوم , والعجيب فى الحادث ان القدم اليمنى لدكتور ويلي لم تتعرض لأدنى أذى , بل الاعجب ان كل ما كان يحيط بالدكتور ( بنتلي ) ظل سليما دون ان يصيبه ادنى اذى فى حين تحول جسدة الى مجموعة من الرماد وقدم .... فقط قدم يمنى لم يصيبها اذى ....!
صورة توضح ما تبقى من الدكتور ( بنتلي ) احد ضحايا الاحتراق الذاتى عام 1966
حادثة اخرى تم تسجيلها فى عام 1956 عندما احترقت سيدة عجوز حتى قدميها وهى تجلس فوق مقعد خشبي دون أن يصيب المقعد ادنى اذى او حتى تبدو عليه اثار النيران , وقد قدر العلماء النار التى تعرضت لها تلك العجوز ب 1800 درجة مئوية .
صورة توضح ما تبقى من تلك السيدة بعد احتراقها
في عام 1938 وقعت حادثت احتراق على مرئى ومسمع حشد كبير من الناس فى مقاطعة اسكس الانجليزية ,, فبينما كانت الفتاة ( فيليس نيو كومب ) تخرج من احد الفنادق مع مجموعة من المدعويين غمرتها نار مفاجئة أتت عليها خلال دقائق ,, وفشلت كل المجهودات فى اخماد تلك النار التى بدا انها تنبع من داخل جسدها .
الأمثلة كثيرة فى تلك الظاهرة الغريبة ولكنى اكتفى بتلك الامثال الثلاثة وما يدعمها من صور فى سرد ظاهرة من اكثر الظواهر غموضا .
وفى النهاية أسأل الله ان يرحمنا من النار ومن عذاب النار .