لن أحتمل
ولهاثك المحموم يجرفني
إلى تلك الفراغات المهولة في دمي
تلك التي .. يحوي الفؤاد مثالها
مئات آلآف الصور
إني أحسك
خلف أسوار الحقيقة
ترمقين الشط من خلفي
لعلي
أستحيل شراع إنقاذٍ
ومجدافا
وأبحر فوق أمواجي
لكي تنجين يا امرأةً تعشقت الحياة
لكنني يا ذي المليحة
مهنتي أن استغيث
وليس يعنيني اضطراب الموج
أو غرق المدائن في فضاءات الغبار
لذا ... فإني سوف لن أمضي
وهذا الدرب موبوءٌ
وآلآف اللقاءات المقيتة
ترتجيني
في بريد الانتظار
إليك مني
ألف معذرةٍ أضمنهتا بطاقاتي القديمة
علها قد تغتفر
فأنا سأمضي
تاركاً خلفي ملايينا من الغرقى
ولن تشفع نداءاتي ... إذن
إنني ما زلت محدود الرؤى
ينتابني بعض التخوف والرجاء
رؤية الموتى تؤرقني
ولكني .. سأختزل البكاء
والآن يا هذي التي
لا زلت ترتقبين أيامي
حضورك موغلٌ في الصمت
خلف السور معرفتي بعمقك
فاسمعيني
ذاك شيءٌ
والشراع على يدي
والأعاصير الزوابع أنبأت كل الشواطئ
أن فيها مصرعي
لا تجزعي
فأنا تعودت الموات على السواحل
حيث لا شيءٌ
سوى صخرٌ يحطم زورقي
والنجاةُ ... أتعرفين
أيا فتاةً ليس يرضيها انتظاري
موعدي
النجاةُ .. رجع صوتٍ من غدي
ثم ... عفواً
أيها البحر المواطئُ
موضع الجرح المؤثّل في فؤادي
ألف أو ... نحواً من الأوتار شدتني إليك
وبعضَ شيءٍ
من بقايا صوت موتاك الذين بشاطئيك
أتو إليك ... كما مجيئ
غير إني ... مثلهم
ما عشقت الرمل أبداً تحت قاعك
فالتفظني
من ثنايا موجك الغضبان ... وارجعني
فلن أجثو لديك
أيها الربان مهلاً
هل بوسعك أن تعيد إليّ أشرعتي وناي
أو تضع موسوعة الموت الرحيل بموميائي
هل سترغم ذلك البحر التجني
أن يعيد قراءة الشطآن دوماً
قبل أن يتلو خطايانا
ويشرع في العقاب
وأنت ... سيدتي
بوسعك فعل شيءٍ
فارتجيني ريثما أضع المداد
فالكل يعرف ذلك الوجه المكلل بالقمر
الكل يعرف كيف يقضي يومه الربانُ
يستجدي البحر
إنما ... ليس من أحد سيعرف كيف أنجو
حين يطلبني القدر
هل بوسعك؟
فارتجيني
سوف لن أفضي إليك السر ... لكن
لن أخبئه
فكوني أول الفارين من وجهي
أيا امرأةً أغضت عن مواعيدي
وأطبقت الجفون على السهر
صدقيني ... لن أحاور فيك صمتي
فالكلام على الثنايا
والحروف تصارع الإفلات
من وجهٍ تصبّغ بالكدر
أيها المفجوع دوماً
في الحقيقة إنني
من بقايا ذلك الزمن الهلامي
ذلك المقتول وأداً
قبل ميلادينا
غدراً ... أو قدر
أيها الموج الموافي
دون مدٍ، أو رعودٍ، أو وعودٍ
أو جوازٍ للسفر
أنت وعدي .. فانتظرني
إنني الربانُ
لا تنكرني يا هذا المتوج بالحذر
إنني البحر الزوابعُ والشراع
وألف ألف سفينةٍ
في الشط تنتظر الرجوع .. بلا خبر
سوف آتي عند ميعادي تماما
فارتجيني... بين مدّي والجزَر