«الصحوات» تهدِّد بإضراب عام لتأخير رواتب عناصرها شهرين ... بغداد: تيار الصدر يحذر من
تخضع جهود فرض الأمن في بغداد لاختبار حقيقي، بعد اندلاع مواجهات، بين قوات عراقية وأميركية من جهة ومسلحين يعتقد أنهم من «جيش المهدي» جنوب غربي المدينة، تضاربت المعلومات في أسبابها، وأعلن الجيش الاميركي مقتل ستة مسلحين واصابة واعتقال آخرين، فيما تأزمت العلاقة بينه وعدد من «مجالس الصحوة» بسبب التأخير في تسديد الرواتب.
ونشبت مواجهات مسلحة في عدد من أحياء جنوب غربي بغداد، بينها البياع والرسالة والشرطة والمواصلات الخميس والجمعة، بين قوات عراقية وأميركية مشتركة ومسلحين من ميليشيا «جيش المهدي». وأعلن الجيش الاميركي في بيان أمس مقتل ستة مسلحين خلال «الاشتباكات في مناطق السيدية والرسالة (جنوب غرب) بين قوة من سلاح الجو ومسلحين استخدموا مدافع الهاون».
وقال شهود من حي الشرطة إن المواجهات نشبت عندما اعتقل حاجز للجيش قياديين في «جيش المهدي» معروفين لدى أهالي المنطقة ما أثار عناصر الميليشيا التي أعلن زعيمها مقتدى الصدر تمديد تجميد نشاطاتها.
وقال شهود لـ «الحياة» إن «مسلحين خرجوا من مختلف المناطق المجاورة لضرب نقاط التفتيش وخطفوا عناصر احدى النقاط في حي الشرطة ثم أطلقوهم بعدما أطلق الجيش القياديين المعتقلين».
وأكد الشهود ان المواجهات تفاقمت عندما تدخلت القوات الاميركية ضد المسلحين وأعلنت حظر التجول في المنطقة وأغلقت معظم شوارعها وأحيائها.
وقال القيادي في تيار الصدر فلاح شنيشل إن ما حدث في جنوب غربي بغداد محاولة جديدة لجر التيار الى حرب مفتوحة. وأضاف في اتصال مع «الحياة» امس ان «قوات اميركية وعراقية فتحت النار على مصلين في حي الشرطة». وحمّل الحكومة مسؤولية «هذه الاعتداءات التي ينفذها الاحتلال». وأوضح ان «الأمر مدبر وتم بتنسيق بين الحكومة والقوات الاميركية لجر الصدريين الى المواجهة المسلحة». مؤكداً احترام عناصر «جيش المهدي» قرار التجميد الذي أعلنه الصدر سابقاً وطالب الحكومة والاميركيين باحترام هذا القرار.
ولم تشر القوات الأمنية العراقية في تعليقها على الاشتباكات الى تورط ميليشيا «جيش المهدي». لكن الأحياء التي حصلت فيها المواجهات كانت ضمن نفوذ هذه الميليشيا قبل اعلان قرار تجميدها وانتشار قوات الأمن فيها، وتجاورها أحياء الري والسويب والدورة التي تسيطر عليها اليوم قوات «الصحوة».
الى ذلك هدد بعض مجالس الصحوة في محيط بغداد بالانسحاب من مهماته الأمنية إثر تأخر الجيش الاميركي في تسديد مستحقات عناصره. وقال العقيد سعد عزيز سلمان، زعيم «صحوة» منطقة التاجي شمال بغداد، ان عناصره يدرسون إمكان اعلان انسحاب جماعي من الأحياء السنية التي يسيطرون عليها اذا لم يتم حل مشكلة تمويلها. وأشار في اتصال مع «الحياة» امس الى ان «مجالس الصحوة» المنتشرة في مناطق جنوب بغداد لم تتسلم مرتباتها (300 إلى 700 دولار) منذ شهرين بعد ان وعدتهم القوات الاميركية بتوفير المبالغ الخاصة بهم قبل منتصف الشهر الجاري. ولفت الى ان عدم حل قضية التمويل سيدفع بمجالس الصحوة الى إعلان الاضراب الجماعي في بغداد.
وتعتمد جهود فرض الأمن في بغداد الى حد كبير على المقاتلين الذين شكلوا «مجالس الصحوة» لطرد «القاعدة» من مناطقهم. لكن خلافات كانت نشبت بين الحكومة العراقية والقوات الاميركية حول تمويل تلك المجالس أو دمجها في قوات الأمن.
الى ذلك، أكد مصدر عسكري كبير لـ «الحياة» أمس رفض الاشارة الى اسمه ان «تأجيل موعد تنفيذ العملية العسكرية في بعض مناطق الموصل لا يعني الغاءها»، مؤكداً أنه «لا يمكن الإعلان صراحة عن الموعد النهائي لهذه العمليات لضمان نجاحها». وتابع: «بناء على المعلومات الاستخباراتية تم تحديد أهم المناطق التي تتمركز فيها الجماعات المسلحة وعناصر تنظيم القاعدة، وتم بالفعل سد بعض مداخل ومنافذ تلك المناطق بمفارز أمنية مشتركة». ورفض «تحديد المناطق التي ستطاولها العمليات العسكرية».
وكان الجيش الأميركي أعلن أمس إحباط اعتداء واسع النطاق في الموصل. وقال الناطق باسم الجيش في الشمال الكابتن ستيفن بومر: «لدى التدقيق في معلومة قدمها الجيش العراقي حول احتمال وجود منزل مفخخ في الموصل، اكتشف جنود أميركيون أن مجموعة من المنازل كانت مفخخة». وأضاف تم إجلاء جميع المدنيين من المنطقة وأخضعت للتفتيش والتنظيف.
وأوضح أن شبكة المتفجرات لم تكن ربطت بالمنزل المفخخ لدى تدخل الجنود الأميركيين. وأكد أنه لولا التنسيق الجيد مع القوات العراقية كان يمكن أن تؤدي تلك الشبكة من المتفجرات إلى سقوط أعداد كثيرة من الضحايا.
رد مع اقتباس
