أعز وأقيم شيء مادي أملكه هو الرسائل التي تبادلتها لسنوات مع زوجى ورفيق حياتىابو نور " رحمه الله. وقد استخرت الله عز وجل في نقل مقتطفات يسيرة منها إليكم.
في وقت من الأوقات كان هو متشائما إلى حد كبير وكنت متفائله إلى حد كبير (في فترة لاحقة تبادلنا الأدوار ) فكتب إلي وكتبت إليه، وإليكم بعض ما قال وقلت:
قال: "الحمد لنعمته من أعطانا أن لا نختار رسم الأقدار، فلو اخترنا لاخترنا أخطاء أكبر وذنوبا أكبر"
وقلت: "الحمد لله مقدر الأقدار واهب النعم ومجري الأمور بحسب ما يريد، سبحانه فعال لما يريد"
قال: ".. فنحن الجيل المرهق الذى حمل عبء الحياه"
وقلت: "الجيل الذي يبكي كثيرا على الواقع، لكن بكائه لا يغير من الواقع شيئا"
قال: ".. فقط نلتمس العسل بين أسراب الذباب ..."
وقلت: " ولم لا نلتمس العسل بين الأزهار والرياحين؟!"
قال: "لا تحسبني أبكي شيئا .. فقط أنا أبكي نفسي .. وأنتظر لها حلا .."
وقلت: "إني برغم الحزن لست بيائسه ... فالفجر من رحم الظلام سيولد" (البيت ليس من نظمي)
قال: "كثيرا ما نحس أن الأماني يعز أن تتحقق .. ثم لا أعبأ .. فمن كان غرضه سعادة نفسه فهو امرء سوء .. ومن كان غرضه حسن رأي الناس فيه فهو رجل ضعيف .. أما من يستحق الحياة فذلك الذي غرضه وجه الله عز وجل .. وأيضا سعادة الآخرين.
قد تحسبى أن ما أعانيه إحساس باللاقيمة دون وجود عمل .. تبادر إلى ذهني وأنا أدرس ما أنا عليه .. لم يكن هذا سببا ..
أعرف أن الحب والصداقة والعمل من الأشياء التي تمنحنا السعادة .. لكن القطيع يسير بك وبغيرك .. ولا أحد يعطي قدر ما يأخذ، وأصعب الأمور على نفس عزيزة أن تقف مسلوبة الأيدي .. لا حول لها ولا قوة .."
وقلت: "إن من أصعب الأمور على نفسي أن أرى شبابا عرفوا الطريق ولم يسيروا فيه وصفوا الواقع ولم يتحركوا لتغييره "أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة"
اتعلمى.
أننا بيأسنا وانهزامنا نمكن للباطل والشر ونساعده على أن يستشري وينتشر؟! أتدري أننا بتخاذلنا ربما يعيش أبناءنا واقعنا وربما واقعا أسوأ من واقعنا؟!
قولىلي بربك من سلبك يديك ومن سلبك الحول والقوة؟! إذا لم نكن نحن الشباب المثقف الواعي هو الذي يملك الحول والقوة للتغيير فمن يكون؟!
قلت إن ان العراق عراقنه" لا تعرف كيف ينبغي أن تكون الحياة وما هي الأخلاق! فهلا علمتها كيف تكون الحياة وما هي الأخلاق؟!
..
ما معنى الحياة إذا فقدنا الأمل؟!
قلت أن الحب والصداقة والعمل من الأشياء التي تمنحنا السعادة، وأتفق معك، ولكن أقول: قبل ذلك الأمل والصبر والرضا أشياء هامة لإعطاء الحياة معناها والسعادة روحها."