وهناك الكثير الكثير من الأسئلة التي تدور وتدور أهمها وفوق الكل هل لنا الحق في أستخدام أقلامنا وهذا الفن النبيل لأطلاق أعيرة نارية على الغير دونما وجه حق او دليل او برهان ؟ هل لنا الحق في توظيف سطورنا للقذف والشتم والجرح وكل ذلك تحت حجج واهية ومااكثرها في هذه الايام!!تارةً تحت مسمى التنفيس..! وتارةً أخرى تحت مسمى الفضفضة..!وأخيرا وليس أخرآ تحت مسمى جديد وبراق وهو(المرض النفسي) والمرض النفسي منهم براء..!
"نحن نعلم علم اليقين بحكم تخصصنا أن المريض النفسي: تتدهور وتضطرب لديه المحاور الثلاثة في شخصيته ومنظومته النفسية وهي1- السلوك2- التفكير3- المشاعر, من المحال دخوله في مهاترات أدبية وصرف وقته في قذف ذاك والتهجم على ذاك وأعلان الحرب عن ذاك وأغراق أروقة المنتدى المباركة بسجالات ومقالات فارغة من المحتوى والمضمون وتحت ذرائع وهمية سبق والاشارة اليها . ومن هنا يقفز السؤال التالي أن كنت مريضا فلما لاتلمس العلاج اليس حريا بك فعل ذلك؟ (لاتتذرع بذرائع ضعيفة نعلم أنها غيرصحيحة بالمرة) بدل أن تصدع الرؤؤس وترهق نفسك ببث مواقف لاصلة لها بأرض الواقع؟ وقذف مجتمعات وشخصيات وذوات..؟ ومن أين لك تلك القوة الكتابية "وماشاءالله عليك" ومالسر في ذلك؟…
أذن ليس مرضآ نفسيا ولاتنفيسآ صادقا ولافضفضة صريحة .., طيب لنرى ماهو؟
أنها افتراء بحق الفطرة الأنسانية الرصينة , حتى بحق القلم والورقة والحاسوب والنت التي توظف لهذا الغرض ؟ و ضحك على الذقون.. ودعوة لبغض النفوس والاعراق والمجتمعات و..و..! .. دعوة مشوهة لصنع الأكاذيب وتوريدها ونشرها وهو محاولة ضعيفة لجذب الأهتمام ولفت الأنظار ليس ألا.. دعوة لجمع أكبر كم من الأيادي التي تربت على الأكتاف.. لأن تلك الشخصية.. لطالما كانت تلك عادة متأصلة في ذاته كأنه يتغذى على عناصر من الصعب عليه التخلي عن تلك العادة لانها تعودت وتجذرت فيها..
أذن كيف السبيل لأستخراج الحق من الباطل وبيانها؟ والابيض من الأسود؟ أما آن الآوان أن تتوقف تلك الحركات التي لاخير فيها ..؟ كيف لنا أن نكشف تلك المقالات المربية والشخصية التي تقف من وراءها..؟ والتي وظفتها أصحابها لغايات شتى لاتمت للخيرولا للصالح العام بصلة..؟
الحل بسيط جدا لنرى ذلك:
1- ينقسم جميع المقالات الى نوعين من الكتابة :
أ- الكتابة السيئة" المتدهورة ":
من أهم خصائصها وعلاماتها:
1- تزييف الحقائق وتحريفها : يتعمد الكاتب من خلاله الى تشويه الحقائق أو أخفائها وحين تراه يقتبس منها فأنه يقتبس الجزء اليسير منها متجاهلا باقي الاحداث منكرا لها , أما أذا كان لابد له من التطرق ولو بالشيء اليسير من الحقائق "لتقوية مقاله" فأنه في هذه الحالة يحرف مجريات الموقف أو الحدث نفسه وحسب هواه.
2- تسمية الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية بمسميات غريبة الهدف منها طرح تساؤلات سلبية لقارىء المقال كنقد عام معمم على الكل.
3- التفنن في سرد الاكاذيب وفبركة الحقائق على حسب هواه وبمايملي عليه نفسه , وهنا أستوقفني شعار وزير الدعاية لهتلر ومقولته المشهورة: أكذب..أكذب.. حتى يصدقك الناس.!
4- خلو المقال من "أساليب أدبية"ووضع مكانها أساليب غيرأدبية ملؤها الشتم والقذف والتحقيروالحط ولاحول ولاقوة الا بالله.
5- التشكيك الغير المبرر للاشخاص والحكم على قشور المواقف دون التدقيق والتمحيص الى ذات الأمر نفسه.
6- التطرق الى قضايا ومواضيع حساسة جدا كالعقائد والاديان والمجتمعات وتعميم السوء عليها.
القسم الثاني :
ب – الكتابة الجيدة اوالرصينة : ومن أهم مقوماتها:
1- يحوي حقائق ودلائل ولايتعمد الى تزييفها او اخفاءها أو تشويهها.
2- يسمي الاشياء بمسمياتها الحقيقية .
3- الكتابة الجيدة لاتحوي أكاذيب وأفتراءات بحق اي كان مهما بلغ بالكاتب الضيق في استصدار الحجة القوية "فالافتراء والكذب لطالما كانت من سلاح الضعفاء".
4- المقال الجيد الرصين يخلو من أستخدام ألفاظا أدبية أجمع الشارع على الحذرمن أستخدامها.
5- المقال أو الموضوع الرصين لايشكك من شخصيات أو قضيا ولايدخل في تفسير ذوات الأخرين ونفوسهم ولايتعرض لها.
6- المقالة الرصينة لاتشكك في المواقف والامور ولا في نوايا الآخرين.
وأخيرا
مالاسباب المعينة على الكتابة الصحيحة الرصينة الهادفة؟
1- أستحضار النية الصادقة السليمة التي لاتشوبها شائبه .
والرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري و مسلم فيصحيحهما . والنيّة في اللغة : هي القصد والإرادة ، فيتبيّن من ذلك أن النيّة من أعمال القلوب.
2- انتبه جيدآ لأفكارك : حاول ان تقوم بتنظيم تلك الخواطر والافكار المبعثرة ذهنيا وفكريا لتكوين بوادر فكرة جديدة المنشأ وأزل منها الجزئيات التي تناقضها , ولهذا غالبا مانقع بمواضيع نناقضها بنفسنا دون ان نشعر بها.
3- رتب تلك الأفكار في ورقة : أكتبها كمسودة ومن ثم أجري عليها التعديلات اللازمة.
4- المطالعة والبحث في المصادر والاستشهاد في الايات القرانية او الاحاديث النبوية او الكتاب الاخرين من التخصصات المختلفة ذات العلاقة لهو من الاعمال التي ستفضي لعمل مقال رائع.
5- المراجعة والتدقيق والتمعن: قبل وضعها تحت أعين الملأ لأنه لربما توجد ماستحتاج الى تعديله أو تغييره , ولاسامح الله كي لاتتحول الى هدف سجالي من قبل أخوة آخرين لك.
وفي الختام أستشهدكم ونفسي بالآية الكريمة
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (قّ:18)
فتذكر جيدآ أنك مراقب جيدا ومن قبل "رب العزة"
وتذكر كذلك الملكان الكريمان كما اشارت اليه الاية الكريمة
بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى.
منقول