الوقائع على الأرض تؤكد أن الفساد في العراق هو فساد سياسي واداري وإن هذا الفساد ينهب موارد العراق ويضاعف معاناة الشعب ويرفع نسبة الوفيات بين أبنائه وخاصة الأطفال نتيجة سوء التغذية وإنتشار الأوبئة، وهو بهذا الوصف جريمة إبادة جماعية و احد المراض الاجتماعية.
كثيرة هي الامراض التي اصيب بها العراق بعد التغيير وكان افتكها هي الفساد الاداري والمالي الذي نخر أغلب مؤسسات الدولة, الكثير من اللجان والهيئات شكلت للقضاء على هذا الداء الخطير ومنها ( هيئة النزاهة ) و هي تعمل بجد من اجل القضاء على هذه ( المافيات ) والعصابات المنظمة وبعضها مدعومة من قبل دول الجوار وبعض الدول الاجنبية .
شاهدناجميعاً توجه الحكومة بشن حملة على المفسدين والمتلاعبين بالمال العام كالتي شنتها ضد الارهاب والخارجين على القانون , واصدر مجلس القضاء الاعلى امرا في القبض على اي نائب متورط في الفساد حتى لو لم ترفع عنه الحصانة البرلمانية , وهذه التوجهات للسلطات الثلاث بعث في الشارع العراقي الامل في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة في مؤسسات الدولة ودوائرها , وقد سبق للحكومة ان وعدت الشعب العراقي بالقضاء على الارهاب والخارجين على القانون وقد حققت ذلك واثبتت جدارتها.
ينتظر الشارع العراقي اليوم من الحكومة القضاء على الفساد وهوالارهاب الاكبر علينا كافراد ان يكون لنا دور في هذا الامر كما كان لنا الدور الواضح في عملية فرض القانون و الاخبار عن المجرمين لكي نبني عراقا نظيفا مشرقا ان شاء الله.
نحن بحاجة إلى أن يستيقظ جميع المخلصين في العراق للوقوف بجدية وشجاعة وبسالة ضد سرطان الفساد الذي ينهش في جسدنا وجسد العراق دون رحمة ولا هوادة وهو بحق مرض عضال ويجب أن نسلك جميع الوسائل والسبل الصحيحة للوقاية من هذا الوباء (الفساد المالي والإداري) وأن نضع له علاجا شافيا وافيا مصححين مسيرة الاقتصاد العراقي.