السلام عليكم

اتذكر في سبعينات القرن الماضي وبعد انتخابات برلمانيه في بلد الديمقراطيه الوحيد آنذاك في الشرق الاوسط ( لبنان ) . حصل ما هو حاصل عندنا اليوم في العراق . وتأخر تشكيل الحكومه ستة اشهر . فاصبحت هذه الواقعه حديثاً نادراً للصحف الصفراء والحمراء والبنفسجيه ..
واكثر هذه الصحف اثارة لهذه الحادثه هي صحف لبنان بالذات .
حيث انه بلد يعيش الجو الديمقراطي ولا سلطة للدوله على وسائل الاعلام فيما تنشر او تنتقد مايحصل في البلاد . واتذكر بانه بعد تشكيل الحكومه التي شُكلت بستة عشر وزاره كتب الكاتب الكبير والشاعر اللبناني المبدع مقالاً ساخراًً في مجلة الصياد اللبنانيه حيث استكثر بأن يكون في بلد تعداد سكانه مليون ونصف نسمه ستة عشر وزاره ..

وصور له خياله اللاذع لو ان دولة الصين التي يبلغ عدد سكانها ملياراً من البشر آنذاك حصلت عندها مشكله تشكيل حكومه واضطرت الى المحاصصه وارضاء جميع الاطراف . فكم وزاره ستشكل اذا كان لكل مليون ونصف ستة عشر وزاره .. فكم وزاره ستكون لبلد تعداد سكانه مليار .. وحسبها وقتها فظهر رقم بالآف ..
وتخيل الكاتب كم بناية ستحتل هذه الوزراات .. وعدد سيارات الوزراء وحماياتهم وكم سيأخذون رواتب من خزينة الدوله وكم هو مبلغ مخصصاتهم ..
والأدهى والأمر من كل ذلك .. لو زار ضيف كبير الصين ووجب حسب البروتوكولات الدوليه ان يستقبله رئيس الدوله ومعاونيه ووزرائه .. فأين سيقف هؤلاء الوزراء . وكم من الوقت سيستغرق الضيف للسلام عليهم . وفي اي قاعه سيكون حفل اقامة الوليمه على شرف الضيف .. !

تذكرت كل هذا وانا ارى التخبط السياسي الذي يمر بالعراق من جراء المناورات في تصريحات المسؤولين العراقيين حول تشكيل الحكومه التي طال امد تشكيلها ودخل شهره الثامن . وامس اجتمعوا في اربيل على طاوله مستديره . واليوم اجتمعوا في بغداد على طاوله مربعه .. وغداً سيجتمعون لا اعرف اين .. ربما في المريخ على طاوله مستطيله .. ..
قد نسمع في الأيام المقبله انهم سيجتمعون على طاوله هرميه الشكل .. يجلسون على اعلاها بشكل دوري .
كل واحد منهم يقول مالديه وينزل ليأخذ الثاني مكان الاول وهكذا دواليك .

ولديمقراطية الشرق الاوسط فنون .. وبعض الفنون جنون


طركاعه

9/11/2010