توجد هناك 11 منطقة متنازع عليها في شمال العراق، إضافة الى كركوك التي يطالب الأكراد بإلحاقها بإقليم كردستان ومن المقرر أن تنسحب كامل القوات الأميركية من العراق نهاية العام الحالي، بناء على اتفاق بين بغداد وواشنطن. لذلك تم الاتفاق على اقامة خلايا للتنسيق الامني و بدات أول خلية للتنسيق الأمني تضم الشرطة والجيش العراقيين والقوات الأميركية والأمن الكردي للحزبيين الرئيسيين والبشمركة عملها في شمال العراق في شباط العام الماضي، لتسجل فصلاً جديداً في دور الجيش الأميركي منذ إسقاط نظام صدام حسين في 2003 وكان الجيش الأميركي الذي يبلغ تعداده حالياً 47 ألف جندي في العراق، بدأ عملياته المشتركة في حواجز التفتيش وتسيير دوريات في محافظات كركوك ونينوى وديالى.

و قد أعلن مؤخرا مسؤول كبير في الجيش الأميركي أن قواته ستوقف مطلع الشهر المقبل مشاركتها في العمليات مع الوحدات العسكرية التابعة لإقليم كردستان و التابعة للحكومة المركزية التي بدأت مطلع 2011 لتخفيف التوتر بين العرب والأكراد في المناطق المتنازع عليها. وقال الكولونيل مايكل باورز المساعد الاستراتيجي للميجر جنرال ديفيد بيركنز القائد العام للقوات الأميركية في المنطقة الشمالية " إن القوات الأميركية لن تكون جزءاً من القوات المشتركة اعتباراً من أول آب المقبل" وأوضح باوزر خلال لقاء داخل قاعدة سبايكرفي ضواحي تكريت " أن العمليات ستكون ثنائية اعتباراً من أول آب بين القوات العراقية والكردية. مشيراً الى ان القوات الامريكة سوف لن تقوم بدوريات او تتجول بعد هذا التاريخ في شوراع المناطق الشمالية"
وقال باورز "حالما يبداء الجيش العراقي والقوات الكردية بالاشراف على العمليات العسكرية في المنطقة بصورة ثنائية، سوف ننسحب من الشوارع الى مراكز السيطرة والقيادة, و إن القوات الأميركية لا تشارك في 15 من أصل 22 حاجزاً للتفتيش في المناطق المتنازع عليها"، موضحاً "أن مشاركتنا ستتوقف نهاية الشهر الجاري وإذا حدثت أي مشكلة بين الأطراف، سنقوم بالوساطة بين الاطراف و حل النزاعات".

وتصاعدت الهجمات ضد القوات الأميركية، بينما يدرس القادة السياسيون العراقيون ما إذا كانوا يريدون بقاء عدد معين منها بعد نهاية العام الحالي و كان حزيران الماضي أكثر الأشهر دموية للقوات الأميركية منذ ثلاث سنوات ، حيث قتل 14 جندياً في هجمات متفرقة بينهم ستة في يوم واحد بصاروخ بدائي الصنع وقتل أربعة جنود أميركيين بهجمات متفرقة في شهر تموز الجاري. ان هذه التطورات تشير الى التزام القوات الامريكية ببنود الاتفاقية الامنية و ان الانسحاب الامريكي يجري على قدم وساق , لذلك فان الامر يتطلب منا جميعا ان نعمل و بشكل جدي على بناء بلدنا و تطوير نظام الحكم و تثبيت الامن و عدم اعاقة عملية الانسحاب او مهاجمة القوات المنسحبة لان هذا سوف يودي الى بقاء القوات على عكس ما يعتقده البعض.
ان هذه الخطوة هي تاكيد لقدرة العراقيين على تسلم زمام الأمور في كل أنحاء العراق، و اتمنى ان تكون وحدات الجيش و الشرطة العراقية على درجة عالية من اليقظة والحذر و ان تقوم باحباط المحاولات التخريبية التي تستهدف تقويض الاستقرار و خلق الفوضى.