((’ قِصَّتِي مَعَهَا ‘)) .. إهـ ـ ـداء
في رحلة الحياة،
ركبت قطار الأيام مع حقيبتي الثقيلة..
جلست أنتظر أن يقف القطار بمحطة السكون؛
لأنزل فيها و أقيم بمدينة السعادة إلى الأبد..
انتظرت طويلاً،
في كل مرة يقف فيها القطار
كنت أهب لأقرأ اسم المحطة، ومن ثم يردُّني الإحباط
غلبني الملل،
فالقطار لم يمر بتلك المحطة،
و أنا أجلس هنا
بعيدًا عن كل من أحب
لا أستطيع مبارحة مكاني
و يمنع عليَّ حتى الوصول إلى مقاعدهم..!
توقف القطار فجأة،،
كاد رأسي أن يصطدم.!
نظرت من النافذة فرأيت فتاة ًتجرُّ وراءَها حقيبة كبيرة،
تحاولُ أن تركب عربة القطار..
جاءتْ لتجلسَ إلى جانبي فاقدةً الأمل
وجدتها توأمـًا لروحي..
ابتسامتها كانت وحيا لطرد الملل،
لكن روحها لم تكن تبتسم
و في عينيها سمعت أنينـًأ للألم.!
تساءلت لوهلةٍِ: مالِ الحياة و مالها لتفقدها بها الأمل؟!
فرأيت منها تنهدا جعل من ندمي تراكماتٍ لصخور جبل
أدهشتني كيف أنها لبريق الفرحة يومـًا لم تنل
آهٍ كم تمنيت أن أرسم على شفاهها صدق بسمة على الأقل،،
أو أن يكون لرحلتي وجدانٌ لأخبرها أن لها معنىً أجمل بوجود فاقدةٍ بها كفاقدة الأمل
و يحكى أن الأملَ يومـًا صرخ شاكيـًا بؤسه
فقد فقدها و لم يعرف الروعةَ في مذاق العسل
لكنني أؤمنُ بأنها هيَ الأمل.. فهل يحتاجُ الأمل إلى اكتساب الأمل؟!
استنكرت عليها حزنها و عاتبتها حتى كلَّ العتب
لكنها ببساطةٍ، أضافت أثقال حقيبتي إلى حقيبتها مبتسمةً، فحملنا معـًا نفس الثقل
حينها وقف القطار فأمسكَتْ بيدي لننزلَ في محطة قد نجدُ فيها السكن ..
فمن جد وجد على رأي المثل..!
ْ
أعتذر ُغاليتي، ليس بالإهداء اللائق بكـِ
لكنّها أحاسيسٌ راودتني فأحببتُ أن أهديها إليكِ
عسى أن يكون ما في قلبي قد وصل
و يتساءلون لما البكاءُ على ما مضى..
أَويتجاهلون أنَّ للمصابِ في قلوبنا تجدُّدُ ذكرى
لا يمكنُ -أبدَ الدَّهْرِ- أَنْ يُمْحى..!