هناك بين الحقول الخضراء
إنطلقت أركض....لم يكن ركضاً عادياً
كان شيئاً
أشبه بالجنون كانت تمشى
ثم تجلس
تغمضُ عينيها ثم تفتحهما
لتحدق بعينين زائغتينِ فى الأشجارِ والحجارة
لتنحنى فوق النهر حيناً
ثم تغسل التربة بدموعها حيناً آخر
كانت أشبه بالإعصار لا تستقرُ على حال
فمن قرب شجرة إلى رأس تلة
ثم إلى بطن منحدر..أو وادى
وهى فى ذلك كله وحيدة إلا من ضحكات مجنونة
لم تتجاوز الثامنة عشرة بوجهها الطفولى
إلا أنها كانت كالبحرِ الهائجِ ... لا تعرف لنفسها مقراً
وبين حين وآخر كانت تنحنى فوق ورقة صفراء حزينة
وكان الألم يلويها ... فترتمى فوق العشب الندى
تلثمه بعذاب ..ثم تهمس لوردة بريئة
برية وحيدة تنقب بين الأعشاب
" وأنت أيضا وحيدة ؟ ! "
وبجنان مرير تقطف الوردة لتضمها بحنو وأسى وهى تهمس
أتذكرين يوم كنا أنشودتين منطلقتين
طليقتين بين هذه البرارى
أتذكرين يوم صنع لى إكليلاً من الورد البرى والبنفسج
وتوج رأسى به .. كان يحلم بالحياة والحب
لكن الموت القاسى إختطفه منى .. لينتقل
إكليل الورد من رأسى .. إلى لحده
وها أنا هنا مجروحة القلب .. عارية الرأس
وحيدة .. مات ولن أسمع بعد اليوم همسه
لن يقترب منى .. لن ألمسه .. كلا .. لا أصدق
إنه لم يمت .. إنه فى قلبى يعيش ..... يعيش
وصدى الصرخات المعذبة يعلو
ونشيج مرير يرتفع وسط سكون ... الطبيعة الخالدة
والوردة تذبل رويداًَ... رويداً
فى حضن حبيبة حزينة ... لتموت مع قصة حب
أراد لها القدر أن تنتهى
مع تحياتي