الرياض - وكالات الانباء:
اكدت وزارة الدفاع السعودية امس الاثنين ان الرياض التي تعد من أبرز زبائن صناعات التسلح البريطانية، وقعت مع حكومة لندن عقدا لشراء 72 مقاتلة من طراز يوروفايتر «تايفون« بقيمة 4.43 مليارات جنيه استرليني (8.858 مليارات دولار). واكدت وزارة الدفاع البريطانية الاتفاق مع الحكومة السعودية. واضافت الوزارة ان الشريك الرئيسي في هذا العقد هو مجموعة «بي ايه اي سيستمز« الدفاعية البريطانية.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع انه «تم يوم الثلاثاء توقيع عقد شراء« 72 طائرة مقاتلة من طراز يوروفايتر (تايفون) «بين الحكومتين بقيمة 4430 مليون جنيه استرليني«. وذكر المصدر ان التوقيع على العقد اتى «الحاقا لما تم اعلانه بشأن توقيع حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة المملكة المتحدة وثيقة تفاهم (نهاية 2005) لتطوير القوات المسلحة السعودية، ضمن العلاقات الدفاعية الوثيقة التي تربط البلدين والمتضمنة شراء 72 طائرة من نوع تايفون«. واشار المصدر الى ان الاتفاق بين الحكومتين كان يشمل ايضا «نقل وتوطين التقنية والاستثمار في مجال الصناعات الدفاعية داخل المملكة العربية السعودية، وتدريب وتأهيل مواطنين سعوديين في مجال الطيران«، الا ان العقد الموقع مؤخرا يشمل شراء الطائرات فقط. واكد المصدر «ان سعر الطائرة الواحدة مماثل لسعر بيعها للقوات الجوية الملكية البريطانية«. ويصنع طائرات «يوروفايتر تايفون« كونسورسيوم مؤلف من «بي ايه اي سيستمز« ومجموعة «اي ايه دي اس« الاوروبية للصناعات الجوية والدفاعية، اضافة الى الينيا فينميكانيكا الايطالية. والعقد الذي وقعت بشأنه لندن والرياض في اغسطس الماضي اتفاق مبادئ تجارية، تعرض لصعوبات مهمة وخاصة مع التحقيق الذي فتح في بريطانيا حول قضايا فساد مفترضة بين مجموعة «بي ايه اي سيستمز« الدفاعية البريطانية ومسؤولين سعوديين بشأن صفقة تسلح بريطانية سعودية قديمة. وهذه الاتهامات تتعلق خصوصا بصفقة اليمامة التي بلغت قيمتها 43 مليار جنيه (اكثر من 86 مليار دولار بالاسعار الحالية) عام 1985، والتي زودت بموجبها السعودية طائرات هوك وتورنادو ومعدات عسكرية اخرى. وقد فتحت بريطانيا تحقيقا في القضية الا ان التحقيق اوقف في ديسمبر بناء على طلب رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي اعتبر ان من شأن التحقيق ان يضر بالمصالح الوطنية البريطانية وخصوصا بمصالحها الحيوية مع السعودية. وكشفت معلومات صحفية في بريطانيا ان الامير بندر بن سلطان السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة تلقى شخصيا عمولات تقدر بنحو ملياري دولار اضافة الى طائرة ايرباص ومنافع اخرى بينها نفقات شهر عسل ابنته، في اطار صفقة اليمامة. ونفى السفير السعودي السابق هذه الاتهامات واكتفى بالاقرار بمبالغ تم دفعها «لاغراض وافقت عليها وزارة الدفاع والطيران السعودية«. من جهتها، تذرعت مجموعة «بي ايه اي سيستمز« البريطانية بـ«الطابع السري« للاتفاقات بين الحكومات لعدم كشف تفاصيل العقود. وفي اعقاب ذلك، فتح القضاء الامريكي في يونيو الماضي تحقيقا في عمولات مفترضة قد يكون تلقاها مسؤولون سعوديون في صفقة اليمامة. وذكرت تقارير صحفية كثيرة ان صفقة طائرات يوروفايتر كانت مهددة بالالغاء لو استمر مكتب مكافحة الاحتيال البريطاني بالتحقيق في القضية. كما ذكرت معلومات صحفية ان قيمة العقود المتعقلة بالطائرات الـ72 الجديدة قد تصل الى حوالي عشرين مليار دولار او اكثر اذا احتسبت عقود التدريب والصيانة والتسليح. وكانت صحيفة «التايمز« اللندنية قالت في وقت سابق هذا الشهر ان صفقة «بي ايه اي سيستمز« بين بريطانيا والسعودية ستكون بقيمة 20 مليار جنيه استرليني (40.4 مليار دولار). وتاتي هذه الصفقة قبل قيام العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز باول زيارة له كملك للسعودية الى بريطانيا الشهر المقبل. وكان الديوان الملكي السعودي قد اعلن ان الملك عبدالله بن عبد العزيز سيقوم بزيارة رسمية الى بريطانيا في نهاية اكتوبر المقبل يتطرق خلالها «للقضايا الاقليمية والدولية«. وعلى صعيد آخر، كانت الولايات المتحدة قد اعلنت في نهاية يوليو الماضي مشروعا لتوقيع عقد مساعدة عسكرية مع السعودية على عشر سنوات يشمل انظمة دفاع مضاد للصواريخ ومنظومات رادار اضافة الى وسائل دفاع جوي وبحري على ان تصل القيمة الاجمالية للعقود 20 مليار دولار.