لم أجد طريقا ..
أكتب حروفي بطريقتي
فاخترعت الخيال ..
والحلم .. والوهم ..
والتحليق مع المحال ..
والجري وراء مخيلتي ..
والعبث بأوراقي ..
وتحطيم مكتبتي ..
والإحساس أنني أحد الأبطال ..
لم أجد بابا يفتح لي من بعيد ..
وشخصا يسألني أيها القادم ..
أيها الشاعر ..
أيها الشاطر ..
أيها الماهر ..
ماذا لديك جديد ..
أمتعنا بما هو جديد ..
لم أجد من يستقبلني بالترحيب ..
من يجاملني ..
من ينافقني ..
من يدوس على اسمي ..
ومن يطعن ظهري ..
ثم يهمس لي ..
أنك شخص فريد ..
لم أجد ..
سوى مهرج ساخر يسألني ..
أبن من أنت بالتحديد ..
ولماذا أنت هنا .. لماذا
وماذا أيها المغفل تريد ..
لازلت أبعثر حروفي هنا ..
وأنتظر أن تأتي الطيور ..
على موسم الحصاد ..
وأعلم أني سأموت في تلك البلاد ..
في غير موعد موتي ..
يعلن عزائي ..
ويقام الحداد ..
لازلت هنا ..
أرمي نقاط مفرداتِ هناك ..
ولا زلت أصب على احتراقها ..
ذوبان الحديد ..
ولا زلت أقرأ لنفسي ..
وأصفق لنفسي ..
وأفتتح الأمسية الشعرية بنفسي ..
وأقدم الشعراء لنفسي ..
والورود أرميها لنفسي ..
وأدخن الصبر احتراقا ..
يهرب دخان حلمي حينها للبعيد ..
ولازلت ..
أفسر كلماتي لنفسي ..
وأعجب بكلماتي لنفسي ..
ولا زلت أفسر رفض كتاباتي ..
بأني لا زلت في مرحلة التمهيد ..
ولا زلت بعد ألف ديوان كتبتها ..
لازلت جديد ..
لا علم لي بالحرف .. والمعنى ..
أن الحروف في كل يوم
تحتاج للتجديد ..
تحتاج أن تشنق أمامي ..
تحتاج أن تولد أمامي ..
لا تحتاج لجو معكر بالكره ..
والحقد ..
والنيران تملئهم ..
ويسكنهم الوعيد ..
ولازلت مع كل حرف اكتبه ..
أعيد تلاوته .. مرة
وألف مرة بالتلاوة أعيد ..
إن الطريقة الوحيدة ..
للظهور في وطني ..
أن أكون شخصا مجيد ..
ذو هوية مرموقة ..
لا ذو صورة محروقة ..
أو كتابات ظنوا أنها مسروقة ..
وان لا أكون بين المبدعين في قائمتهم ..
شخص شريد ..
تموت حروفي جميعا حين مولدها ..
لمجرد التفكير أني وحيد ..
لا تقف خلفي جبال ..
لا مارد يحملني فوق المحال ..
لا يعرفني الأغنياء من الرجال ..
لا يقترب عندي إلا الراغبين بالمال ..
وأنا مثلهم ..
أجاوبهم بنفس السؤال ..
لا يكلمني غير الذين يطلبون السؤال ..
لا يأتون لمنزلي سوى المرتزقة من الرجال ..
وكأني لست منهم ..
وحروفي ليست أفضل من حروفهم ..
قد ماتت حروفي ..
لأنها رفضت أن تكون في قائمة التمديد ..!!
(( حرف ))
لست أثور ضدك يا حروفي .. أنما هناك مساحات إذا ما شرخت ..
نطقت أعماقي وتوعدت .. وأقسمت بالوعيد !!
... من رجُل !!