الى مولاتي ...لن يمر من هنا ....
بقلي واكرر بقلمي
عذرا لم تلقني العاصفة يوما بعيدا عن اسوار حديقتك ...فلا تختبر بقاياي بغرورك ..
انت تعرف بان الشتاء صديقي ...واني تعودت ان اسامر الوحدة ..والقي في جوف الليل عصماء قصائدي ..
ففيم التكبر وقد حرستك الهة احزاني قبل ان تبلغ شفاهك رشدها ...؟
وفيم ارتحالات عرسنا المؤجل الى حافات العدم ؟
حبيبي ...
بل حبيبتي انتي ....ويكفيك فخرا ان تكوني انثى ...
اما الذكورة فهي رعديدة بين يديك ..ومسجونة ابدا في زنازين خصرك ..
فابقي على قيودي ..وارحميني من عقد التحرر بدونك ...
اريدك كما كنت ...
كما عرفتك ...
اتذكرين حين كنت اطوق اشيائك الجميلة بتفاصيل رغباتي ...؟
حين اعددها ..فلا استثني فيك شيئا ..
ادمنتك انا ....
مذ تذوقت ارتشافة العشق من زفراتك الوليدة ..
اضعت كل مافي جعبتي من خطايا ...وشرعت اخطك على لوحة فؤادي ..خطيئة خالدة ..
بل نشوة اغترفتني من دخان الالضياع الى صحو عشقك ..
فكنتي حقيقتي الوحيدة...
هل تزعمين ان انوائك قد تلقيني بعيدا عن بستان خديك ؟
او اني ساعة الغرق قد اهرع الى طوق نجاة دون عينيك؟
كيف
وقد عرفتك ربة للشعر وقيثارة للغزل وناقوسا يذكرني بك فاصلي في معبد عشقك الف صلاة في الف ليلة وليلة لا تنقضي حتى لو ذبحتني شهرزاد
كيف
وقد عرفت فيك ان كل النساء جميلات ..لانك فيهن ..
وكلهن ربيع لانك باقة عطر ..
هل تذكرين قوارير عطري المنتشي برائحة جسدك ؟
هل نسيت قصائدي التي تصفق لجمال عينيك ...واذرعي التي تحتضن كل العالم لانك فيه ..
لا اعتقد ان ذاكرتك ستنسى..
ولا اعتقد اني سارحل ..
فقد هبطتك لانك موعودتي ...وادمنت خطاي في متاهات غيرتك ...ونسائم هدوتك ..
هل تمتحنين بقاياي ايتها السيدة ...
اساليهن عن شظايا نفسي ..ورماد عافيتي ..ونشارة اضلاعي التي زرعتها في سنادين خوفي عليك ولهفتي على مراكبك الغافية في خلجان التردد
عاهدتك اني اليك ابدا ...
وساظل جنديك المجهول الذي يعانق طيفك ..فيتلاشيان مثل سديم غائب في حافات الكون البعيدة ..
سيطويني الف غروب وغروب كي لايأفل نجمك ..
كي يغتسل بلاطي بانوثة اطلالتك ...
هل تعرفين ان الليل والنهار يذكراني بك ...
بترددك ..بخشيتك ..بطفولتك ..بنزواتك ...بهفواتك ...بصبابتك التي تعري اخر ما تبقى من استاري ..
فكيف افارقك ...والليل والنهار يطرقان بابي في اليوم عشرين مرة ..وكيف امتنع عن احتسائك نشوة تهديني السبيل الى غدران الطمأنينة ..
عذرا ..فقد يكون في الكلام الكثير خطل كثير ..
لكني قررت فقط ان احرر شيئا من اوجاعي ...مداد اشتياقي زجني اليك ...
ذكرني باني مثل امواج المتوسط ..غافية ولكنها جميلة ..
وقد تثور فترتعد اكتاف الاشرعة .
تذكرتك وقد قرع العام نواقيس الوجد في نفسي ..
فزففت شوقي اليك على نعوش من كلمات ..
مغرم انا ..بوهج عينيك ..
ولن اتماثل الى الشفاء من عشقي السرمدي الا حين تصبح فصول السنة ثلاث ...
سيدتي ..
هل تعلمين باني تذكرتك ليلة البارحة ...
كرة الثلج ذكرتني بي ..
شاهدتها تتدحرج مثل لامبالاتك ...
لكنها ظلت كرة ثلج ....ستضيع مع شمس الصباح ..
وهكذا انتي ...صقيعك دافيء وليلك قصير
اما شمسي فتموزية جنوبية ..لهذا اعاهدك على البقاء على حدودك ...
لن يمر الملل من هنا ..ولن اعبر الى سواك ....
فانت وطني الابدي ...