بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على المصطفى الامين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد السلام عليكم واخوة الايمان هذا الباب يشير الى ما جاء في اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة والفرج والسرور ونحو ذلك مما يتعلق بهذا

فمما يليق بهذا الباب من كتاب الله عز وجل قوله تعالى: " سيجعل الله بعد عسر يسرا " " الطلاق: 7 " . وقوله تعالى: " وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد " " الشورى: 28 " . وقوله تعالى: " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء " " يوسف: 110 " . ويروى عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كان العسر في حجر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه. وقال عليه الصلاة والسلام: " عند تناهي الشدة يكون الفرج، وعند تضايق البلاء يكون الرخاء " . وقال سيدنا علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل عبادة أمتي انتظارها فرج الله تعالى و قال عليه الصلاة والسلام : " أبشروا فلن يغلب عسر يسرين
قال الشاعر
عسى الهم الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائف ويغاث عان ... ويأتي أهله النائي الغريب
وقال آخر:
تصبر أيها العبد اللبيب ... لعلك بعد صبرك ما تخيب
وكل الحادثات إذا تناهت ... يكون وراءها فرج قريب

وعن foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? بن يحيى الأزدي قال : مفتاح باب الفرج الصبر وكل عسر بعده يسر والدهر لا يبقى على حالة والأمر يأتي بعده الأمر والكره تفنيه الليالي التي يفنى عليها الخير والشر وكيف يبقى حال من حاله يسرع فيها اليوم والشهر

وكان القاسم بن محمد بن جعفر يتمثل كثيرا ، ويقول : عسى ما ترى أن لا يدوم وأن ترى له فرجا مما ألح به الدهر عسى فرج يأتي به الله إنه له كل يوم في خليقته أمر إذا لاح عسر فارج يسرا فإنه قضى الله أن العسر يتبعه اليسر

الحسين بن عبد الرحمن ، رحمه الله : إذا لم تسامح في الأمور تعسرت عليك فسامح وامزج العسر باليسر فلم أر أوفى للبلاء من التقى ولم أر للمكروه أشفى من الصبر

ولنذكر نبذة ممن حصل له الفرج بعد الشدة
حكى سيدي أبو بكر الطرطوشي رضي الله عنه قال: أخبرني أبو الوليد الباجي عن أبي ذر قال: كنت أقرأ على الشيخ أبي حفص عمر بن foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? بن شاهين ببغداد جزءاً من الحديث في حانوت رجل عطار، فبينما أنا جالس معه في الحانوت إذ جاء رجل من الطوافين ممن يبيع العطر في طبق يحمله على يده، فدفع إليه عشرة دراهم وقال له: أعطني بها أشياء سماها له من العطر فأعطاه إياها فأخذها في طبقه وأراد أن يمضي فسقط الطبق من يده فانكب جميع ما فيه فبكى الطواف وجزع حتى رحمناه
فقال أبو حفص لصاحب الحانوت: لعلك تعنيه على بعض هذه الأشياء، فقال سمعاً وطاعة، فنزل وجمع له ما قدر على جمعه منها ودفع له ما عدم منها، وأقبل الشيخ على الطواف يصبره ويقول له لا تجزع فأمر الدنيا أيسر من ذلك فقال الطواف: أيها الشيخ ليس جزعي لضياع ما ضاع لقد علم الله تعالى أني كنت في القافلة الفلانية فضاع لي هميان فيه أربعة آلاف دينار ومعها فصوص قيمتها كذلك فما جزعت لضياعها حيث كان لي غيرها من المال، ولكن ولد لي ولد في هذه الليلة فاحتجنا لأمه ما تحتاج النفساء ولم يكن عندي غير هذه العشرة دراهم فخشيت أن أشتري بها حاجة النفساء فأبقى بلا رأس مال، وأنا قد صرت شيجاً كبيراً لا أقدر على المكسب،

فقلت في نفسي أشتري بها شيئاً من العطر فأطوف به صدر النهار فعسى أستفضل شيئاً أسد به رمق أهلي ويبقى رأس المال أتكسب به، واشتريت هذا العطر فحين انكب الطبق علمت أنه لم يبقى لي إلا الفرار منهم، فهذا الذي أوجب جزعي. قال أبو حفص وكان رجل الجند جالساً إلى جانبي يستوعب الحديث فقال للشيخ أبي حفص: يا سيدي أريد أن تأتي بهذا الرجل إلى منزلي، فظننا أن يعطيه شيئاً، قال: فدخلنا إلى منزله فأقبل على الطواف وقال له: عجبت من جزعك، فأعاد عليه القصة فقال له الجندي: وكنت في تلك القافلة. قال: نعم وكان فيها فلان وفلان فعلم الجندي صحة قوله

فقال: وما علامة الهميان وفي أي موضع سقط منك؟ فوصف له المكان والعلامة، قال الجندي إذا رأيته تعرفه، قال: نعم، فأخرج الجندي له همياناً ووضعه بين يديه فحين رآه صاح وقال: هذا همياني والله وعلامة صحة قولي أن فيه من الفصوص ما هو كيت وكيت ففتح الهميان فوجده كما ذكر، فقال الجندي خذ مالك بارك الله لك فيه، فقال الطواف إن هذه الفصوص قيمتها مثل الدنانير وأكثر فخذها وأنت في حل منها ونفسي طيبة بذلك، فقال الجندي ما كنت لآخذ على أمانتي مالا، وأبى أن يأخذ شيئاً ثم دفعها للطواف جميعها فأخذها ومضى ودخل الطواف وهو من الفقراء وخرج وهو من الأغنياء، اللهم أغن فقرنا ويسر أمرنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

و من العباد في دعائه يقول : « إلهي ، وأنت الذي تعرض إساءتي بإحسانك ، وفضائحي بسترك ، فلم أقو على معصيتك إلا بنعمتك ، ولم يجرئني عليك إلا جودك وكرمك ، فكم من مطبقة علي بثقلها قد فرجت عني أكمامها ، فأبدلتني بضيقها سعة ، وبسعتها دعة »

عن طاووس ، قال : إني لفي الحجر ذات ليلة إذ دخل علي بن الحسين ، فقلت : رجل صالح من أهل بيت الخير ، لأستمعن إلى دعائه الليلة ، فصلي ثم سجد ، فأصغيت بسمعي إليه فسمعته يقول في سجوده : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك قال طاووس : فحفظتهن فما دعوت بهن في كرب إلا فرج عني