لم ( يلمع ) (بريقُ) شوقِها كما اعتاد.....
وبدا (الخُبُوّ) للمشاعر و(الخفوتُ) للبوحِ أقرب
قالت: هو الشتاء .. يستفزّني ببرده ويجعلني أتدثّر بعزلتي الأثيرة..!!
أستاف حنيني فيه غبّ تيه ..!!
فإن بزغ نجم حضوري ذات رخاء؟!
فلا تأمننّ أفوله ...؟
ولا تستغربنّ تلاشي ملامحي المخضّبة بما لا يرحم
وكن مع( الغروب) حليماً وودودا..؟ً
فهذا دأب فصلي الحزين..!!
لا ترُمَ ( الرّخاءَ) في فصلٍ متقلّبٍ الألوان والأنواءِ..!!
إعتد من الآن على كلّ( ضائقةٍ) و(شدّةٍ) و(ضنَكٍ) و(شظفٍ)
ولا ترجُ – بعد هذا – ( تفسيرا) يزيل ما تغشّاكَ من (إبهام) و(لُبْسٍ) و(غُمُوض) ..؟
كلانا يهجسُ بـ (اتّحاد) نقطة لقاء يرومُ (تجمّع) خيطِ فكرة
لكنّا لا نثق بحوز(توحّد) ينهي عناءاتنا ويكثّف سقياه ذاك الترقّبِ الشغوف..؟
إستفزّني الحرصُ..!!
وتغَوَّلني الطّمعُ في الوصال ..؟ِ
وأنتِ تدندنين ( دندنةً ) لا أُحْسِنُها...؟!
فيما الشتاءُ ( يُسدلُ ) ( ثوبَ ) خيلائه..!
و( يتلبّبُ ) عنفوانه الجامح متهيّئاً لملاقاةِ جرحِي ..؟
كذاكَ البرعمُ الذي تلفّعَ بغصنِ كاد ان يحتضر..!!
كانت ( صفعةً ) زمهريره على قفا انتظاراتي ... وجيعة
مضت في حديثها الذي زيّنه لها ليل الشتاء الطويل فقالت:
ليس من حقّ عاشقٍ (البَرمَ ) من غيابِ نجمه ..؟ِ
فَلهُ من (السلوّ) و(السكينة) و(اللهوِ) و(التلهّي) ما يشغل عن ذاك النجم الحائر في فرقده..؟
قد لا يطيب (البوح) بالمكنون في هذا الفصل
ألم اقل لك : إنّه فصلي الأثير الذي خصصتُهُ بشيء من (الأسرار)
ومحضتهُ شيئا من (الإضمار) و(الكنِّ)..؟
لا ُتبعثرْ- يا رجُلي- أوراقي بعد ان جمعتها ولممتُ خباياها في صدري
دعني ارتّبها وانضّدها واصفّف بقايا ممزّقة من صفحاتها..؟
لا تشعل بفتنة بحثكَ ما يجعل( البُعدَ) محالاً
دعنا نقضّي الهارب من الوقت المسروق نُراكمُ شُهٌبَ مضاءاتنا..!!
لم يعد هناك ما يكفي لنقف جاثمين (قُرْبَ) ضفّة افتراق
كرّسْ وقتَ لُمعاتِ تحديقاتكَ نحوي لـ (دُنُوّ) وصل و(كثَب) توحُّد و(مقْربَةَ) تجمهُر..!!
ابعدَ كلّ هذا ايها الفصل الشتائيّ المراوغ تخالني اثقُ بتلويناتكَ التي اعتدها مع الأوراق والأزاهير والأنواء والرياح والأنداء والألوان وكل ما تمسّهُ بمقمعةِ ريحك الهوجاء
أأثق بعد هذا بيدٍ ( توجأ) بنصل (سكّينها) قلباً رام سكون ريحك؟
أأحسن ظنّي بخفقة نعلك على يباب وريقات نجواي الساهرة حُرُقاً تتغيّا الرسوّ..؟!
انت بالنسبةِ لي فصلٌ قاسٍ
فصل اتماهى فيه مع (كآبة) و(اغتمام) و(نكد) و(شجو) و(شجن) و(حزن) و(غم) و(أسى) و(ترح)
هل اواصل في سرد مشتقاتك ايها الفصل المكابر المضلّل..؟
الست انت تنأى بنا معاشروك عن الرُّقاد لتتعاضد مع (اليقظة) و(السهر) و(الأرق) و(السهاد)
وترسب بنا في بحار متلاطمة من الحيرة والتوجّس..؟
ابعد كلّ هذا يا فصل الشقاءِ أثق بجانبك وأنت القاسِ المتجبّر
في حضورك لا يرقأُ دمعٌ ولا يجد تائه على نار قساوتك هدى
تيه وغيّ وقساوة وغلاظة تنداح يا فصل الشتاء في اندياحة فكري وأنا أتأملك تقصيها عنها
ولأجلكَ -أنتَ يا شتائي الحزين- ..... فقط..؟!
كم أكرهك أّيّها الشتاء..؟!