عرف سكان مكه والمدينه مصدر ثروتهم وقــوتهم في الحجاز فأكـبـّوا
عــلى التجاره حتى ألهتهم عن غيرها من الأشغال , فأصــبحت مــكه
مدينه تجاريه محضه لايفكر أهلهاالا في التجاره ولايهـــمهم الا جــمع
المال واستثماره بجــميع الوسائل المحلله وغير المحلله , واذا قــرأت
القــرآن تقـف على حركة التجاره في مكه ودرجة انهماك ســكانها بها
وبسائر الاعمال الماليه ولتدرك ما كان لهذه السوق الدائـمه من التأثـير
على النبي الكريم وعباراته وفحوى كلامه في أول دعوته بل في جميع
ادوار حياته , وعندما تمعن النظر في آيات القرآن الكريم لرأيت أن عدد
الرجال الذين لم تلههم تجارة ولابيع عما عداها كان قليلا جدا في مكه , وان
شغف الناس بالتجاره والتجول في أسواق مكه للوقوف على أسعار البضائع
وقيمة النقود كان عظيما جدا حتى أن بعض من اتبع النبي وهاجر معه الى
المدينه كان يتركه وهو يصلي ويهرول الى الشوارع ليتنسم الاخبار عن
القوافل ويستعلم اسعار البضائع , لأن بعض هؤلاء المهاجرين صاروا تجارا
يزاحمون خصومهم في مكه ,الذين اظطروهم الى المهاجره بعد أن أكسبوهم
حب التجاره والمال 0