يعود تاريخ حركة الكشافة في العراق إلى عام 1918 فقد ظهرت لأول مرة بعض الفرق في بغداد ومنها انتقلت إلى سائر المناطق بالعراق بدافع رغبة الشباب في الانضواء تحت رايتها, وقد حظيت الحركة في بدايتها بكثير من التشجيع حتى بلغت درجة مناسبة من الإعداد فنظمت برنامجاً للرحلات والزيارات الى خراج العراق .
وفي سنة 1949 شعر وزارة المعارف أن هذه الحركة التربوية التوجيهية لا بد أن يعاد تنظيمها, فأوعزت إلى مديرية التربية البدنية بإقامة الدورات التحضيرية للقادة فأوفدت عشرة مدرسين إلى مركز التدريب الدولي بإنجلترا وبعد حصولهم على الشارة الخشبية عادوا إلى أرض الوطن وبدءوا بتنظيم دورات تدريبية للقادة, وشرعوا بتأليف فرق نموذجية في بغداد ومنها انتشرت في باقي المناطق, وفي عام 1954 أسهم قادة العراق في تأسيس المنظمة الكشفية العربية, وحرص العراق على استضافة العديد من الأنشطة العربية فاستضافت المخيم والمؤتمر الكشفي العربي العاشر بالموصل عام 1970, واستمرت مشاركة الكشافة العراقية في معظم المخيمات والمؤتمرات واللقاءات والندوات العربية والعالمية.

وبعد سيطرة حزب البعث البائد على مقاليد الحكم في العراق قام حزب البعث باستبدال التنظيمات الكشفية بالتنظيمات الشبابية وتنظيمات الطلائع والفتوة التي تتبنى اجندة حزبية وسياسية، كما أن الظروف السياسية والاجتماعية التي مر بها العراق منذ نهاية السبعينات أثرت على مشاركات الكشافة العراقية في الأنشطة الكشفية العربية والعالمية. الا ان النظام البعثي لم يستطع القضاء على حركة الكشافة كليا كونها حركة عالمية ذات انتشار واسع ولا علاقة لها بالاحزاب انما تنشد السلم في العالم.
بعد فترة ركود طويلة استمرت لعقود عدة أختتم مؤخرا في محافظة نينوى، المخيم الوطني الكشفي العراقي بمشاركة 19 مديرية تربية من عموم العراق حيث شهد مسابقات رياضية وثقافية لتنمية روح الألفة والتعاون ما بين الطلاب، في دلالة على عودة نشاط الحركة الكشفية في العراق التي من شانها ان تخلق روحا من الالفة بين الشباب العراقي بعديا عن الطائفية و خلق جيل جديدا يقدس مباديء الاحترام المتبادل والتعاون و ترسيخ قيم الخلق و السماحة و خلق المواطن الصالح.

وقال سعيد كامل وهو مدرس وشارك في المخيم الكشفي في الموصل ان الحركة الكشفية في العراق تتطلب الدعم والجهد وهي القناة الحقيقية والصحيحة لزج الشباب العراقي في نشاطات وطنية من دون ولاءات حزبية او عقائدية او دينية لان فيها مستقبل العراق الموحد. وبحسب الكشاف محمد الطائي فان الغاية من الحركة الكشفية هي اكتساب القيم الحميدة والاعتماد على النفس والتعاون مع الآخرين وتعلم طرق الإسعافات الأولية.

حظيت الحركة الكشفية في بدايتها بكثير من التشجيع ونظمت برنامج مفيدة في الكشف والاستطلاع لكن دورها انحسر بسبب الحروب وعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بها . و ينظر البعض اليوم لها على انها ثقافة غربية ، لكنها تنسجم مع ثقافة العراقيين كما تساهم في صقل الشاب العراقي وان كانت قد تأسست في الغرب فنحن اليوم في امس الحاجة الى الحركات التي توحد افكار الشباب للعمل من اجل مصلحة الوطن و نبذ التعاليم الخاطئة التي تحاول الحركات الطائفية و الارهابية زرعها في عقول شبابنا.