اهتمت صحيفة نيويورك تايمز بصفقة الأسلحة التى تنوى الإدارة الأمريكية بيعها لدول الخليج خصوصا السعودية، والتي تقدر نحو عشرين مليار دولار، وذلك رغم ما يعتبره العديد من المسئولين الأمريكيين دور سلبى تلعبه السعودية فى العراق.
فقد كتب ديفيد كلويد DAVID S. CLOUD أن الإدارة الأمريكية طلبت هذا الأسبوع من الكونجرس الأمريكى الموافقة على بيع صفقة أسلحة ومساعدات عسكرية للسعودية ودول الخليج الأخرى (الكويت والبحرين وعمان وقطر والإمارات) ، وتصل قيمة الصفقة حوالى 20 مليار دولار.
وقد أكد كلويد أن هذه الصفقة تتضمن قنابل متقدمة موجهة بالأقمار الصناعية، وتدريب متطور للعسكريين ، وسفنا حربية جديدة ، بالإضافة إلى تطوير القوات الجوية لهذه الدول، وأنظمة الدفاع الصاروخية. فضلا عن المساعدات العسكرية لمصر وإسرائيل. مشيراً في هذا الإطار إلي أن الدور السلبى الذى تلعبه السعودية فى العراق سوف يزيد من الانتقادات التى يمكن أن توجه للسعودية فى أروقة الكونجرس الأمريكى.
وعن سبب هذه الصفقة رصد الكاتب تصريحات مسئولى الإدارة الأمريكية التى أكدوا فيها أن الصفقة جزء من الإستراتيجية الأمريكية لاحتواء القوة الإيرانية المتنامية فى المنطقة "مهما كان ما يحدث فى العراق فان الولايات المتحدة تظل ملتزمة بمساعدة حلفائها". ولكن هذه الصفقة الجديدة - كما يري قول كلويد - تواجه معارضة شديدة من مناصرى إسرائيل فى الكونجرس الأمريكى ، حيث أشار التقرير إلي أن المخاوف الإسرائيلية ليست من شن هجوم شامل ضدها من قبل السعودية، ولكن من أن يقوم أحد الطيارين المتعصبين بالسيطرة علي إحدي هذه القنابل المتطورة وإطلاقها على الأراضى الإسرائيلية، أو أو أن يتم إسقاط نظام الحكم السعودى بها. أو أن تقع هذه الأسلحة فى يد نظام متشدد أكثر راديكالية ويستخدمها ضد تل أبيب.
لذا وفي محاولة منها لتهدئة مخاوف إسرائيل فقد عرضت الإدارة الأمريكية مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 30. مليار دولار خلال العشرة أعوام القادمة ، وهذا المبلغ يزيد بكثير عن المساعدات التى تلقتها إسرائيل فى الأعوام العشرة الماضية بنسبة 43%. فضلا عن مطالبة السعودية بوضع قيود على حجم ومدى وأماكن وجود القنابل المتطورة الموجهة بالأقمار الصناعية.
وعن الآثار السلبية التى يمكن أن تخلفها هذه الصفقة الكبيرة ، أشار الكاتب إلي أنها قد تؤدى إلى سباق تسلح محموم فى المنطقة، إلا أن مسئولى الإدارة أشاروا إلى أن هذه الصفقة تأتى فى سياق الرد على التطور الكبير الذى شهدته القوة العسكرية الإيرانية.
أما برنامج THE SITUATION ROOM الذى يقدمه وولف بليتزر Wolf Blitzer على شبكة CNN فقد اهتم بالدور الذى تلعبه السعودية فى العراق ، وقد حملت حلقته هذا الأسبوع عنوان "هل الصديق الأقرب للولايات المتحدة يدعم خصومها فى العراق؟ مشيراً إلي أن نصف المقاتلين الأجانب فى العراق هم سعوديون، كما أن نصف المعتقلين فى المعتقلات الأمريكية يقال أنهم سعوديون، كما أن هناك أموال تنقل من أفراد سعوديون إلى الجماعات السنية المتمردة فى العراق.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن السعودية تقدم تمويل ودعم لشيوخ القبائل السنية فى العراق، ويؤكد أن لهم صلة من نوع ما بالتمرد الحادث فى العراق، وذلك انطلاقاً أن السعوديون يرون أن الوجود الأمريكى فى العراق لا يخدم المصالح القومية المشروعة لهم، علي حد قول التقرير.