الجيش الأميركي يعلن عن وقف بثه الإذاعي في العراق

اوقفت القوات الاميركية في العراق بثها الاذاعي الذي رافق دخول جنودها الى البلاد في آذار عام 2003، وذلك قبل ثلاثة اشهر من انسحابها من العراق وفقا للاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن.

وقال أحد المسؤولين عن الإذاعة السرجنت جي تونسند في تصريح صحافي "صحيح أن إغلاق الاذاعة امر محزن لكن الوقت قد حان للرحيل عن العراق"، مضيفاً "لطالما تساءل الجنود الذين أتوا إلى هنا متى سيأتي هذا اليوم وها قد اقتربت الساعة".

وتحول بث هذه الاذاعة الى محطتها الرئيسية في المانيا، عند منتصف ليل أمس الجمعة، بعدما استقر رأي المسؤولين على ان عمل الاذاعة لم يعد ضروريا مع وجود نحو اربعين ألف عسكري في العراق من المقرر رحيلهم نهاية العام الحالي وفقاً للاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن عام 2008.

وكان الراديو بدأ بثه في اذار 2003، لدى اجتياح قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الاميركية العراق لاسقاط نظام صدام حسين.

وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني من العام 2008 على وجوب أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام القادم 2011، وكانت انسحبت قوات الولايات المتحدة المقاتلة بموجب الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران من عام 2009.

يذكر ان الاذاعة التي اغلقت ابوابها، تعد جزءا من شبكة اعلامية تضم محطات تلفزيونية تبث لجميع القوات الاميركية في عموم العالم، وكانت تعمل على رفع معنويات الجنود الاميركيين خلال الفترة التي اعقبت غزو العراق وما اعقبها من حرب طائفية وخلال السنوات الاخيرة التي شهدت انخفاضا في معدلات العنف، وكان الراديو يبث بين فقراته امورا اساسية عن العراق اضافة الى محاضرات بسيطة في اللغة العربية لمساعدة الجنود الاميركيين في التعامل مع اقرانهم العراقيين.
انه لحدث التاريخي الحاسم في تاريخ العراق المعاصر ونقطة تحول هامة في العلاقات بين العراق وأمريكا. نأمل في أن العلاقة سوف تتطور و تصبح علاقة شراكة تعاونية لتطوير مهارات وقدرات قواتنا المسلحة والشرطة العراقية، وكذلك المساعدة في قطاعات مثل التعليم والاقتصاد والدبلوماسية.

علينا أن نعرف أن العراق لا يزال يحتاج إلى بناء علاقة صداقة دائمة وتعاونية طويلة الأجل مع الحكومة الأميركية. وآمل أن شعبنا لن ينسى كيف أن الولايات المتحدة قد ساعدت بلدنا منذ عام 2003. و لم تتنصل من وعودها التي تم الاتفاق عليها في تقديم المساعدة (والكثير من التضحيات) لمساعدتنا على بسط الأمن وبناء الديمقراطية في بلدنا.