قال تعالى : ( والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً )السلام عليكم ورحمة الله
قرأت هذه المجموعة من الروايات الشريفة فنقلتها لتعم الفائدة وهي روايات عن اهل البيت عليهم صلوات ربي في سبب أننا قد ندعوا احيانا وتبطأ عنا الأجابة الالهية فحذار من أن يتسرب اليأس الى القلوب..
فلعل الذي أبطأ عنا هو خير لنا لعلم الله سبحانه وتعالى بعاقبة الأمور..
وأسأل الله لكم دعوات مقبولة أن شاء الله.. لكم تحياتي وأسألكم الدعاء
باب علّة الإبطاء في الإجابة والنهي عن الفتور في الدعاء والأمر بالتثبت والإلحاح فيه
قلت للإمام علي رضا (عليه السلام) : جُعلت فداك .. إنّي قد سألت الله تبارك وتعالى حاجةً منذ كذا وكذا سنة ، وقد دخل قلبي من إبطائها شيءٌ ،
فقال ( عليه السلام ) : يا foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? .. إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيلاً حتّى يعرضك ، إنّ أبا جعفر محمد الباقر (صلوات الله عليه) كان يقول : إنّ المؤمن يسأل الله الحاجة ، فيؤخّر عنه تعجيل حاجته حبّا لصوته ، واستماع نحيبه ،
ثمّ قال ( عليه السلام ) : والله لما أخّر الله عن المؤمنين ممّا يطلبون في هذه الدنيا خيرٌ لهم ممّا عجّل لهم منها ، وأيّ شيء الدنيا ؟..
إنّ أبا جعفر محمد الباقر( عليه السلام ) كان يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدّة ، ليس إذا ابتلى فتر ، فلا تملّ الدعاء فإنّه من الله تبارك وتعالى بمكان ، وعليك بالصدق وطلب الحلال ، وصلة الرحم ، وإيّاك ومكاشفة الرجال .
إنّا أهل بيتٍ نصل مَن قطعنا ، ونُحسن إلى مَن أساء إلينا ، فنرى والله في الدنيا في ذلك العاقبة الحسنة ، إنّ صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأُعطي ، طلب غير الذي سأل ، وصغرت النعمة في عينه فلا يمتنع من شيء أعطي ، وإذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطرٍ للحقوق ، والذي يجب عليه ، وما يخاف من الفتنة .
فقال لي ( عليه السلام ) : اخبرني عنك لو أنّي قلت قولاً كنت تثق به منّي ؟..
قلت له : جُعلت فداك .. وإذا لم أثق بقولك فبمَن أثق ، وأنت حجة الله تبارك وتعالى على خلقه ؟..
قال ( عليه السلام ) : فكن بالله أوثق فإنّك على موعدٍ من الله .. أليس الله تبارك وتعالى يقول : {وإذا سألك عبادي عني فإنّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } ، وقال : {ولا تقنطوا من رحمة الله } ، وقال : {والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً } .
فكن بالله عزّ وجلّ أوثق منك بغيره ، ولا تجعلوا في أنفسكم إلاّ خيراً فإنّكم مغفورٌ لكم .ص368
المصدر: قرب الإسناد ص227