عضو المجاميع الخاصة حيدر خدام وراء كارثة منطقة الحرية في بغداد
مصادر استخبارية أمريكية وعراقية:
مهلة المالكي تنتهي وعملية العمارة تنطلق بهدوء والأسلحة الايرانية تعرض في الشوارع
بغداد ــ علوان محمد علي
انطلقت امس عملية ملاحقة العصابات والمجاميع الخاصة في مدينة العمارة جنوب العراق بعد انتهاء مهلة نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية بتسليم الخارجين علي القانون انفسهم واسلحتهم فيما عرضت اكداس من الاسلحة الايرانية المستولي عليها في ساحات العمارة وقال مراسل (الزمان) في العمارة ان العملية العسكرية بدأت بهدوء ومن دون مصادمات. من جانب اخر حمل الجيش الامريكي مسؤولية تفجير شاحنة مفخخة قرب سوق مزدحمة في حي الحرية الواقع شمال بغداد احدي المجموعات الخاصة التي يدعمها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني مستبعدا ان يكون تنظيم القاعدة مسؤولا عن التفجير. وكانت الحكومة العراقية قد اتهمت (التكفيريين) بتنفيذ هذا الهجوم وهو المصطلح الذي تطلقه علي القاعدة. وصرح رئيس الحكومة نوري المالكي قائلا: ان مهاجما انتحاريا هو الذي نفذ الهجوم بغرض اذكاء التوترات الطائفية. وكشف بيان اصدره الجيش الامريكي عن ان حيدر مهدي كاظم الفؤادي الذي يتزعم مجموعة خاصة كان وراء تفجير (الحرية) وانه تواري عن الأنظار في أحد الأوكار التي ما زالت ناشطة في شرق بغداد. وقال البيان: ان كاظم نفذ هذه العملية التي ارتفع عدد ضحاياها امس الي 46 قتيلا و75 جريحا لاثارة الشيعة ضد السنة من اجل تحقيق غاياته والحصول علي منافع ومكاسب مادية خاصة به. ويقول الجيش الامريكي ان فاعلية المجاميع الخاصة قد زادت خلال الشهرين الاخيرين بعد تزويدها بأسلحة ومعدات ايرانية حديثة منها العبوات اللاصقة المستخدمة في تفجير ضد اهداف عسكرية امريكية وعراقية عن بعد اضافة الي تزويدها بصواريخ حديثة خارقة للدروع. وكشفت مصادر استخبارية في موقع التفجير عن ان الشاحنة التي انفجرت كانت تحمل ما يتراوح بين 90 و135 كيلوغراماً من المتفجرات. واضافت المصادر ذاتها ان الانفجار كان شديداً للغاية وانه تسبب بحرق ثلاث عمارات سكنية بالكامل واحراق عشر سيارات وسوق شعبية كانت قريبة من مكان الانفجار. وغالبا ما تؤدي مثل هذه التفجيرات الكبيرة الي اندلاع موجة عنف طائفي انتقامي يتسبب في سقوط مئات القتلي والجرحي. ولم تستبعد المصادر أن تكون المفخخة التي فجرت في حي سكني بالموصل أمس وراح ضحيتها 41 شخصاً هي جزء من خلط الأوراق.
وكانت منطقة الحرية التي وقع فيها التفجير قد شهدت في الفترة التي أعقبت تفجير سامراء في شباط 2006 صراعات مسلحة دامية علي خلفية الصراع الدموي الذي شهدته بغداد ومعظم المحافظات العراقية والذي أدي الي مقتل آلاف وشيوع ظاهرة تهجير العوائل من منازلها.
علي صعيد آخر طلب المالكي من القوات الحكومية وقف الاعتقالات العشوائية لانصار التيار الصدري تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين الجانبين الشهر الماضي والتي أنهت القتال في مدينة الصدر الواقعة شرق بغداد. ويأتي طلب المالكي قبل تنفيذ العملية الامنية المقررة لملاحقة الخارجين عن القانون في محافظة ميسان ومركزها العمارة في وقت يتهم التيار الصدري القوات الحكومية باعتقال المئات من انصاره خلال المداهمات من دون التنقيد بالاتفاق الذي ينص علي التنسيق لمنع حصول انتهاكات لحقوق الانسان. غير أن مصادر مستقلة في العمارة أشارت الي تسليم المئات أنفسهم للقوات الحكومية مع أسلحتهم من دون قتال. في وقت أعلن مقتدي الصدر مسؤول مكاتب الشهيد الصدر أن مجاميعه المسلحة لن ترفع السلاح بوجه الحكومة. وقال الشيخ صلاح العبيدي: لدينا مخاوف كبيرة من ان تكون الحملة موجهة ضدنا، ولذا بادرنا الي تقديم عرض لمساعدة الحكومة لكننا لم نتلق جوابا منها. واضاف لا نريد ان يتكرر ما حدث في البصرة، نريد ان تتعامل الحكومة مع هذه القضية كما تفعل في الموصل، حيث اعطت المجال واسعاً لتحرك برلماني وشخصيات عشائرية من اجل تفادي وقوع ضحايا ابرياء.