غديريات
اللهم صلِ على محمد وعلى آله الميامين والمنتجبين الأطهار
الإمام علي عليه السلام كما قال فيه الشاعر شمس الدين المالكي
وإن عليا كان سيف رسوله= وصاحبه السامي لمجد مشيد
وصهر النبي المجتبى و ابن عمه= أبو الحسنين المحتوي كل سودد
وزوجه رب السماء من سمائه= وناهيك تزويجا من العرش قد بدي
بخير نساء الجنة الغر سوددا= وحسبك هذا سوددا لمسود
و الإمام يعجز القلم و اللسان عن وصفه المبجل لقد طبعت في نفسه الأبية عظمة من الله سبحانه وكيف و هو النور الثاني المشتق من نور رسول الله فحاز علما علم رسول الله يقوله ( علمني رسول الله الف باب من العلم فأخرج من كل باب ألف باب ) هذه صفات الولي الناصح الأمين الذي يسبق كل الناس بنفسه الكريمة للدفاع عن الرسول و الدين معا فلا يسبقه احد في منقبة من مناقبه الشريفة ، و هو الذي يحد حدو الرسول وكيف وهو ادي يصفه الجليل بقوله في سورة عما ( عما يتسائلون عن النبى العظيم) وقال فيه رسول الله عليا مني من آده فقد آداني واحبه فقد احبني وكيف و هو الذي نال الفخر من الله وعظمه وجعله سيد الأوصياء من بعد رسول الله وصاحب الهداية و الحبل المستقيم من عرفه فقد عرف رسول الله ومن جهله فقد جهل رسول الله وهو الفتى و القوي المتين وكاشف الكرب عن الرسول الأمين في كل الحروب حتي رفع راية الإسلام الخفاقة على كل المتجبرين و الحاقدين و الحاسدين .
ولايتي لأمير النحل تكفيني=عند الممات وتغسيلي و تكفيني
و طينتي عجنت من قبل تكويني= بحب حيدر كيف النار تكويني
علي امير العدل و الحبل الذي وصفه الله ورسوله الهادي فقال الله في محكم كتابه الجليل (و لكل قوم هاد) وفي الحديث الشريف النبوي : روي محمد بن ابراهيم النعماني من طريق العامة بالأسانيد المفضلة إلى مينا مولى عبد الرحمن بن عوف عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : وفد على رسول الله اهل اليمن فقال النبي جائكم اهل المن يبسون بسا ، فلما دخلوا على رسول الله .
قال قوم رقيقة قلوبهم راسخ ايمانهم منهم المنصور يخرج في سبعين إلفا ينصر خلف وصيي حمايل سيوفهم المسك, فقالوا يارسول الله ومن وصيك فقال هو الذي امركم الله بالآعتصام به فقال عز وجل
(( وعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)) فقالوا يالرسول الله بين لتا ماهذا الحبل ؟ فقال: هو قول الله (( آلا بحبل من الله وحبل من الناس} فلحبل من كتابه و الحبل من الناس وصيي, فقالوا : يارسول الله ومن وصيك ؟ فقال : هو الذي انزل فيه ((ان تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله )) فقالوا بالرسول الله وما جنب الله هذا؟ فقال : هو الذي يقول الله فيه (( يوم يعض الطالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا )) وهو السبيل إلىً من بعدي .
فقالوا يارسول الله بالذي بعثك بالحق نبيا ارناه فقد اشتقنا إليه . فقال هو الذي ((جعله الله آية للمؤمنين)) فإ ن نظرتم اليه نظر (( من كان له قلب او ألقي السمع و هو شهيد)) عرفتم انه وصيي كما اني نبيكم فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوحوه فمن اهوت اليه قلوبكم فانه هو , ان الله عز وجل يقول في كتابه (( فأجعل افئدة من الناس تهوي إليهم } اليه و إلى دريته)) قال فقام ستة من الحاضرين فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد السلع البطين و قالوا إلى هذا أهوت أفئدتنا يا لرسول الله .
فقال النبي انتم نخبة الله حين عرفتم وصيً رسول الله قبل ان تعرفوه فيم عرفتم انه هو فرفعوا أصواتهم يبكون وقالوا يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم نبخس لهم ولما رأيناه رخت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا فإن جاست أكبادنا وهملت اعصيننا وتبلجت صدورنا حتى كأنه لنا ابٌ ونحن له بنون , فقال : النبي (( وما يعلم تاويله إلا الله و الراسخون في العلم))
انتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى و انتم عن النار مبعدون.
قال فبقي هؤلاء الستة حتى شهدوا مع امير المؤمنين الجمل و صفين فقتلوا بصفين وكان النبي يبشرهم بالجنة و اخبرهم انهم يستشهدون مع الإمام علي بن ابي طالب .
الحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآله الطاهرين