صلاة الصالحين
كان حاتم الأصم من العابدين الأحرار والذي وصل إلى درجة عالية في السير والسلوك.
سأله يوماً عصام بن يوسف قائلاً له: كيف تصلي ؟
قال حاتم: حينما يحين وقت الصلاة أجري الوضوء الظاهري وآخر باطني وأصلّي.
قال عصام: لقد عرفت معنى الوضوء الظاهري، فما معنى الوضوء الباطني؟
أجابه حاتم قائلاً: الوضوء الباطني أن تغسل داخلك بسبع خصال هي:
1- التوبة
2- الندم من الذنوب التي ارتكبتها.
3- ترك العلاقة بالدنيا.
4- ترك المدح والتملق للمخلوقين.
5- ترك حب الرئاسة.
6- ترك الحقد والعداوة.
7- ترك الحسد.
ولما أتم وضوئي الباطني، اذهب إلى المسجد وأتهيّأ للصلاة، ففي تلك الحالة وعندما أرى الكعبة أمامي وأرى نفسي بين يدي الله وأنا بحاجة إلى الله الغني الصمد، وفي حضرته القدسية حيث الجنة عن يميني، وجهنم عن شمالي، وعزرائيل عليه السلام خلفي، وأحس أني واقف على الصراط ، وانّ هذه الصلاة هي آخر صلاة لي بعدها أنوي وأكبر تكبيرة الإحرام، ثم اقرأ الحمد والتوحيد بالتفكر والتأمل ، واركع بعدها بتواضع وخشوع ، واسجد وأنا في حالة من التضرع والبكاء ، واستشهد بقلب ملؤه الأمل ، ثم أتمّ صلاتي بالتسليم بإخلاص.
وأنا على هذه الحال منذ ثلاثين سنة اصلي هكذا.
نظر عصام بإجلال وتكريم إلى حاتم الأصم وقال له: لا يستطيع غيرك الإتيان بالصلاة بهذه الهيئة والعظمة والجمال إلا أن يصل إلى درجة عالية من التقوى والعرفان.
ثم بكى عصام، وطلب من الله تعالى أن يصل إلى هذه الدرجة العالية من العبادة والعرفان.