المرأة أكثر قدرة على الاعتذار
العلاقة بين الزوجين من أسمى وأقوى العلاقات الإنسانية ولأنها تقوم على المودة فلا فارق فيمن يبدأ بالاعتذار أو من يعترف بالخطأ، لأن هناك حبا وتفاهما بين الزوجين ورغبة في استمرار الحياة الزوجية فالاعتذار حسبما يقول علماء النفس من مهارات الاتصال الاجتماعي وظاهرة صحية في الوقت ذاته.
ويؤكد د. أرون لازار الاخصائي النفسي في كتابه الاعتذار أن المرأة أكثر قدرة على الاعتذار والتسامح لأنها تتمتع بطبيعة حساسة وحنونة بعكس الرجل الذي يرى في الاعتذار إضعافا لشخصيته.
ويضيف د. أرون أن الرجل يقع في كثير من الأحيان في خطأ كبير عندما يجد صعوبة في الاعتراف بخطئة لاعتقاده أنه يعرف أكثر ويتصرف بحكمة أكثر وأن الاعتراف بالخطأ سوف يجعل صورته تهتز أمام شريكة حياته لأن هذا الاعتذار سوف يعني أنه لم يعد قادرا على التصرف كما هو متوقع منه في حين أن هذا الاعتقاد خاطئ تماما لأن الحياة الزوجية تقوم على المشاركة ومراعاة كل طرف لمشاعر وحقوق الطرف الآخر.
أما د. أمل عبد الله استشاري الصحة النفسية فتقول إن "من أسباب المشاكل الزوجية عدم اعتذار الزوج لزوجته إذا اخطأ في حقها واعتقاده أن المشكلة سوف تنتهي بالصمت والتجاهل وبتحكيم الزوجة لعقلها رغبة منها في الحفاظ على حياتهما الزوجية وهو بذلك ينسي أن الزوجة إنسانة حساسة للغاية وأن المشاكل المتراكمة تؤثر عليها على المدى البعيد".
تحياتي
وتوضح د. أمل أن هناك طرقا عديدة للاعتذار لاتقتصر على كلمة أسف فيمكن اصطحاب الزوج لزوجته لمكان هادئ ليتحدثا بهدوء ولامانع من أن يقدم لها هدية بسيطة تعبر عن اعتذاره وأسفه لها، وتقدم د. أمل بعض النصائح للزوجين ليتبعاها في حالة نشوب أي خلاف بينهما:
أولا ـ عدم العناد والاصرار علي الرأي لأنه ببعض التنازلات نجعل الأمور تسير بشكل أفضل.
ـ إبعاد فكرة أن الاعتذار إهانة لأنه في أحيان كثيرة يكون اقصر الطرق لإذابة الجليد.
ـ الحوار والنقاش هما أساس التفاهم بين الزوجين ويعني هذا استماع كل طرف إلى وجهة نظر الطرف الآخر.
ـ تفهم كلا الطرفين لانفعال الآخر فإذا تشدد احدهما فعل الآخر ارخاء الحبل قليلا حتى تهدأ الأمور ويسهل التفاهم.
ـ العتاب دليل الحب كما أن تراكم المشاكل والمواقف دون حسمها سيجعل الأمور تسوء لأبسط الأسباب.
ـ أحيانا تكون الخلافات بهارات الحياة الزوجية وبعد الصلح تصبح علاقة الزوجين أكثر قوة وتماسكا عما كانت عليه من قبل.