يروى ان جماعة كانوا يذهبون يومياً الى رابية ينصبون فيها شباكهم ومصائدهم لصيد الحيوانات والطيور ويتقاسمون الصيد فيما بينهم حيث اصبحوا معروفين في تعاونهم واتحادهم في مدينتهم
وفي ذات يوم خرجوا كعادتهم حتى وصلوا الى مكان مرتفع فصعدوه ووقفوا على رابية ونصبوا شباكهم ومصائدهم واختبأوا في مكان كي لا تراهم الطيور والحيوانات فيصطادونها وبينما هم جالسون يتحدثون ويأكلون طعامهم قال احدهم لأصدقائه لو ان رجلاً ذبح على هذه الرابية الى أي موضع عسى ان يسيل دمه؟ فقال احدهم: أنت المذبوح لننظر الى ذلك وهجموا عليه وكتفوه وذبحوه ووقفوا عليه ينظرون إلى دمه الى أي مكان يصل في سيلانه وبينما هم كذلك قال احدهم مخاطباً المذبوح (لسانك جاب لك البلا) فأيده جماعته بقولهم نعم والله (لسانه جاب له البلا) فذهب قولهم مثلاً يضرب لمن يجلب لنفسه الأذى بلسانه واتسع استخدامه فصار يضرب على كل من يلحقه اذى سواء كان مادياً او معنوياً بسبب كلمات يتفوه بها على الآخرين او يبوح بسر لا يعرفه غيره وقد ضمن الشاعر هذا المعنى بقوله:
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الأقران.