بعد الفشل الواضح الذي مني به الجيش السعودي أبان محاولة فرض القوة على الجزء الشمالي من اليمن ابان الحرب بين الحوثيين والقوات النظامية اليمنية ، واستعراض العضلات المحقونة بهرمونات التايفون وF16 اصبح من الواضح امام قادة السعودية من عسكريين وخبراء بأن الجيش السعودي مع ما يملكه من سلاح متطور فهو غير قادر على ردع أي هجوم خارجي ، مع العلم بأن ( الحوثيين ) ليسوا بالجيش النظامي ولا بالقوة المعترف بها ، لكن بعد اشتباك الجيش السعودي معهم اصبح لهؤلاء وجه عسكري فرض نفسه مع مايملك من اسلحة لاتعد بالحسبان اذا ماقارنا ما يملكون مع قدرات الجيش السعودي .
اصبح امام المسؤول السعودي مشكلة تضاف الى قائمة مشاكله ، فتعاظم ظاهرة المد المتشدد ، ومشكلة تولي الحكم وولاية العهد والحقوق المدنية والثورات الجماهيرية المرعبة وفضائح وخروقات الاسرة الحاكمة ، جميعها تشكل مصدر قلق لاستقرار الكرسي الملكي لهذه العشيرة .
ولعل حل مشكلة تكوين جيش مثالي يحمي حدود المملكة من اعداء صنعتهم المملكة بنفسها قد تكون مشكلة عويصة ، فتراتبية الجيش وسلسلته هزيلة وغير كفوءة ومبنية على اساس اقرب ما يكون للقبلي بيد أناس يعتبرون انفسهم ( ظل الله في الارض ) وكما نعلم بأن في كل وحدة او سرية هناك رجل يمثل الدين السعودي ( دين الدرعيه ) يراقب ويأمر وينهي ويتدخل بامور لاشأن له فيها . أضافة الى ان الممكلة السعودية عودت ابناء البلد على سلعة جاهزة كالتي تبيعها سلسلة مطاعم ماكدونالد ، وهي سلعة او فكرة ( الاتفاقية الامنية العسكرية الامريكية ) التي تمثل مصدر راحة لمواطني المملكة فهم على علم بأن أي خطر يحدق او يحيط بهم فأن امريكا ستكون له بالمرصاد ... لكن للاسف فاليوم امريكا غارقة في مشاكل جعلت هذا المارد العملاق يترنح من فرط الضربات المتلاحقة التي تورط بها في العراق وافغانستان و الرؤساء العرب الحلفاء الذي طاروا بين عشية وضحاها ، وكان لخلع حسني مبارك اشد الاذى على الحكومة الامريكية ، فمصر لم تعد ملاذ امن لامريكا في الوطن العربي ( من المفترض ) .
وقد لاحظ حكام المملكة كيف تخلت امريكا عن احب الرؤساء اليها ، فهل ستفعل امريكا معهم مثل مافعلت مع الحكام الباقين في حال حدث ثورة في السعودية ؟؟؟؟ خصوصا وقد بدت بوادر هذه الثورة على يد ( الحريم ) وهذا ما هو غير مألوف في ثورات ابناء ادم .

و لعل الحل الوحيد الذي لمع بمخيلة قواد السعودية هي فكرة ( المرتزقة ) كالذين استخدمهم ملك البحرين و الرئيس السوري ، فالمصادر تشير الى تواجد اعداد كبيرة من تشكيلات فدائيو صدام و مايسمى بمجاهدي الفلوجه في هذين البلدين ، لكن السعودية لم يرق لها استخدام مرتزقة عراقيين ، فالعراقي الى جانب مهارته القتالية العالية فهو بطبعه متقلب المزاج لايحب الاوامر ويحلو له ان يتصرف كما يشتهي في بعض الاحيان .
و اتصور ان الاختيار وقع ( كاعتقاد ) على المصريين فاعدادهم كبيرة والتجنيد الالزامي عندهم على احسن ما يرام فـ ( المصري مقاتل جاهز على اكمل وجه ) لكن المشكلة المصرية تكمن في ان جهاز المخابرات المصري هو منظومة فتاكة فليس من الحكمة زج مسلحين من مصر خوفا من ان يكون نصفهم تابعين لجهاز المخابرات المصري .
وهناك بلدان اخرى اتصور ان السعودية فكرت بظمهم لمنظومتها العسكرية كالجزائريين .
ثمة مشكلة اخرى وهي لمن سيرجع هؤلاء المرتزقة ؟ ومن سيكون الامر عليهم ؟ ومن المعروف ان الفرد المرتزق لايقيم وزن لدين او لقبيلة او لاديلوجية معينة ، وهذه المصطلحات هي مايجيده لاعبي ال سعود ، فالدين السعودي لعبتهم المفضلة والحاكم ممثل عن الله ، وهو شبيه بنظام ولي الفقيه في ايران .
ولعل سياسة رش الماء التي تنهجها الحكومة السعودية على القريب والبعيد هي ما اوصلها لما هي عليه الان ، فتصريحاتهم العلنية والغير علنية ( عن طريق زج اعداد كبيرة من المجندين في المنتديات وشبكات التعارف الاجتماعي في الانترنت لتلميع صورة المملكة وتو جية اصابع التكفير ( الجماعي ) لاي دولة لاتتفق مع عشيرة ال سعود ) هو ماجعل للملكة اعداء كثيرون حتى من العرب .
وقد وجدت المملكة ان من المناسب اتخاذ اجراءات في الوقت الحالي لتفادي أي حراك يشكل خطر على مصلحة النظام ، فصيرت منطقة الخليج كدرع او قلعة اخيرة لايجب المساس بها و جعلها بعيدة كل البعد عن أي ثورة ، لذالك نراهم قد اسرفوا بالتعامل مع ابناء عمومتهم البحرينيين ( الشيعة ) .
ومن الممكن ان يكون ادخال المغرب والاردن ( انا كنت اتوقع ان تكون مصر ) الى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي هي كمعالجة لما يتوجس منه السعوديون ، فالتغيير السكاني هو ما يتوقعوه انه سيحل جزء من المشكلة ، حيث ان المنطقة الشرقية ومخزون النفط السعودي يقع في ارض شيعيه و البحرين نسبة الشيعة فيه تقريبا 80% وهم يعتبرون ان الشيعة تابعة لايران ............ والدجاجة من البيضة او البيضة من الدجاجة .
لعل بعض القراء الشباب من الوطن العربي يرى ان هذا كلام خالي من الصحة وضرب من ضروب الانشاء . لكن العكس صحيح فالممكلة تمر بمرحلة مخاض صعب وعسير ، فنهاية الملك عبد الله ال سعود ستكون نهاية لهذه الدولة الفتية بعمرها العجوز بسياستها .
وكانت سياسة تصدير الازمة هي ما أتبعته المملكة لكن للاسف استخدمة هذا السلاح بكثير من التهور في العراق ، وانقلب السحر على الساحر كما حصل في سوريا ( التي يتهمها السلفيون بأنها دولة شيعية علوية حد النخاع مع ان اغلب مذابح الشيعة في العراق كانت بدافع من المخابرات السورية .... واليوم السوريون لاجؤن في عدد من بلدان الجوار بسبب الحرب الاهلية ) وكذلك الحال مع اليمن وليبيا ودول اخرى جميعها ركبت موج تصدير الازمة الى العراق ... وفعلا نجحوا بذلك لكن كيدهم رد الى نحورهم ... ولم تسلم السعودية من هذا الامر فمحاولة الاغتيال التي تعرض لها الامير ( يردها البعض الى السبعة السديريين للتخلص من ولي العهد المرتقب او مصدر قلق لهذه الاسرة ) ومحاولة قصف ابار ( بقيق ) كلها دلائل على الاستخدام الارعن لهذا السلاح ( سلاح الاسلام التكفيري ) وتحول من حكمة في الاستخدام الى عبث في التفكير .