حتى لا أخجل أمام الإمام الحسين وأمّه الزهراء صلوات الله عليهما*
أخبرنا السيد الوالد قدّس سرّه أنّ أحد البيوت الملاصقة بالصحن الحسيني الشريف كانت تعود لأحد الكسبة في السوق، وعندما طلبت سدانة الروضة الحسينية منه أن يبيعها لهم لكي يلحقوها بالصحن، قال:
إنني مستعدّ لتقديم عينيّ للإمام الحسين سلام الله عليه فكيف بهذه الدار؟
ولم يماكسهم على السعر وقال: إنني لا أعترض على أي مبلغ تقترحونه ولكني أرجو منكم فقط أن تخبروني عن موعد الإخلاء قبل أسبوع أو أسبوعين لكي أنقل عائلتي إلى المكان المناسب. وعندما أُخبر بالموعد نقل عائلته فوراً ثم أتى بعمال البناء والحدادة والصباغة والكهرباء و... وشرع بتجديد بناء الدار وصبغ جدرانها وتجديد حنفيات الماء وأسلاك الكهرباء، فتعجّب المسؤولون من فعله وقالوا له:
إن هذا لا يؤثّر في زيادة السعر الذي ستتقاضاه منّا، ولكنه لم يكترث بكلامهم وواصل عمله في تعمير البيت وتجميله ثم حوّله إليهم في الموعد المقرر.
وعندما سلّموه ثمنها حسب قناعتهم، اعترض واستقلّ المبلغ. فقالوا: كنت متساهلاً معنا بادئ الأمر وقلت: لا يهمّني كم ستعطونني، ولكنك اليوم تطلب الزيادة. ولكي يحلّوا النزاع جاءوا بالمقيّم فأيّد القيمة المقرّرة ولم يزد عليها. ولكن الرجل أصرّ على الزيادة وقال:
إنني لا أبيع إلا بالسعر الذي طلبتُ.
فقالوا له: لماذا إذن لم تخبرنا بذلك أولاً؟
ولكنهم عندما لاحظوا إصراره اضطروا للإجابة ودفعوا إليه المبلغ الذي طلبه، ولكنه رفض أيضاً وقال: لكني أعرف من يشتري منّي هذه الدار بأعلى حتى من هذا السعر؟
قالوا: ومن هو؟
قال: إنه الإمام الحسين سلام الله عليه.
قالوا له: ولمن ستبيع دارك في الآخر؟ أتبيعنا أم تبيع للإمام الحسين سلام الله عليه؟
قال: إذا كان هناك مشترٍ بقيمة أعلى فلماذا أبيعه بسعر أرخص؟
قالوا: إذن توافق على تهديم دارك وإلحاقها بالصحن الشريف؟
قال: ولم لا؟
قالوا: كم نعطيك؟
قال: إن كنتم تعطوني مبلغاً كبيراً جداً فسأبيعها لكم وإلا فإنّي أبيعه للإمام الحسين سلام الله عليه.
وأخيراً لم يأخذ منهم شيئاً وهدموا الدار وألحقوها بالصحن، فسأله بعضهم: ولكن لماذا عمّرت الدار وزيّنتها مع علمك بأنها ستهدم؟
قال: لقد أردت أن أقدّم للإمام سلام الله عليه أفضل دار، حتى لا أكون خجلاً أمامه وأمام أمّه الزهراء سلام الله عليها.
منقول
*/ من كلمة لسماحة السيد صادق الشيرازي بجمعٌ من طلاب ومسؤولي متوسطة «پارساي» من منطقة قُلهك في شمال العاصمة طهران/7ذو القعدة الحرام/ 1426 للهجرة
في رعايه الله