بدون عنوان
مر زمن ثقيل
لم يبرد كرسي الانتظار
ولم تنضج شهوة النسيان
فما أثقل زمنا تجردتَ منه
مر زمن غامض مراوغزمن لم أعد قادراً أن أحدد مداه
زمن لم أعد أعرفه ملامحه
ولا نكهة الحزن والفرح في عينيه
زمن تداخلت فيه الرؤى والفصول
زمن ما عدت أعرف مبناه
آه… مر زمن
ما أبعده وما أقربك
ما أقساه وما أعدلك
ما أجبنه وما أشجعك
ما أقبحه وما أجملك
مر زمن حملته كل آثامك وخطاياك
مر زمن طويل
بريدك الإلكتروني مغلق في وجه شكواي وسقمي
أصابعك التي كانت ترسم الكلمات
تجمدت من صقيع، وذابت من وحشة
ونامت من تثاؤب وهروب
مر زمن آخر
استطال العشب في الطريق إليك
والباب الخشبي غفا متأبطا صدأ الأقفال
الدرج المتعثر في حنايا التراب غرق في الصمت والغبار
أما ذكراك المعلقة على النافذة
فقد هبت أولى نسائم الصيف عليها
يا ألم الكلمات
ويا وجع الشعر والنثر
ويا حزن النهايات في ليل السمر الطويل
فلتبق أيقونة حزن معلقة في صدري
تشع بصمت الغياب
وحدي مع مرآة الليل
أداعب الربيع الذي كان يرسمك طيفا
على شفاه البساتين
وحدي معك
في مرآة الليل الذي سئم مني ومن رسائلي إليك
وحدي…
إنها صحوة الفجر بعد أرق الليل الطويل
إنها تباشير الصباح ورسائله المكتوبة بخيوط الشمس
إنها تلويحات الغروب وأساه الشفيف
إنه المساء يبتلع الغروب ليغرق في صمت موحش
إنها رائحة الربيع
تفوح في الزمان والمكان
وتعمر القلوب
فلماذا يصر قلبك الضبابي أن يتمترس
- في ثباته الانتحاري العنيد-
بين قسوة الشتاء وحزن الرحيل في الخريف
يا حلم الأمس النائم تحت غفوات المطر
مضى زمن طويل على آخر رسالة حب
الحنين يبلل شفاهي بالندى
المظلة تعبت في يدي
وحروفي التي كلت من الانتظار
رد مع اقتباس
رد: بدون عنوان
