الله ربـنا وسندنـا وهو غايتنا وملاذنا
بسم الله والصلاة على محمد قائد الأنبياء والأولياء وعلى آله الأطهار أنوار السماء
· من أهم الحقائق التي يجب أن نعرفها عن إمامنا المنقذ (ع) القادم بأمر الله ، والمصلح للعالم والبشرية أنه عليه السلام لا يتحيز الى أي طائفة من الطوائف الدينية الموجودة في الواقع ، فحتى الطائفة التي تحمل الأفكار الصحيحة لا يكون الإمام متحيز لها ، لأنها بالتأكيد قد خلطت الأفكار الصحيحة بأفكار خاطئة ، ولأنه (ع) لا ينظر الى الناس حسب ما ورثوه من مذاهب وإنما ينظر (ع) الى موقفهم الداخلي الوجداني مع الله جل جلاله ..
· لذلك فإن منهج الإمام (ع) ليس منهجاً طائفياً وهذه حقيقة مهمة جداً ، والإمام لا يتحيز لجماعة دون جماعة أخرى ، والإمام (ع) ليس ملك طائفة محددة ، بل الإمام قادم من أجل كل الطيبين والمتواضعين والمفتقرين الى العون الإلهي والفرج الإلهي ، وقادم من أجل كل المستضعفين في العالم مهما كانوا في أي ملة أو مذهب ..
· وهو (ع) يرفض أهل الباطل في أي مذهب كانوا ، سواء في المذهب الذي يحمل بعض الأفكار الصحيحة أو في المذهب الذي يحمل أفكاراً مخالفة ، وسواء كان أهل الباطل منتمين الى الإسلام أو المسيحية أو غيرها من الأديان ، فهو (ع) ضد أهل الباطل في أي ملة كانوا ، وبالمقابل فهو مع أهل الخير والمروءة والشرف والتواضع في أي ملة أو مذهب كانوا ..
· هكذا نفهم أن الإمام (ع) لا تحركه الدوافع الطائفية ولا يعمل وفق المقاييس الطائفية وليس لديه تحيز إلا للحق ولله سبحانه ، وهو (ع) ملك الله جل جلاله وليس ملك أي طائفة وإن ادعت بذلك ، فالإمام (ع) لا يسير وفق إدعاءات أهل الطوائف الذين يتحيزون الى أنفسهم ولا يتحيزون الى الله.
· فمن يريد أن يكون من أنصار الإمام وأصحاب الإمام (ع) عليه أن يتحرر من الفكر الطائفي والنَفَس الطائفي وعليه أن يحب الخَيّرين والطيبين والمتواضعين في أي ملة أو مذهب كانوا ، ويمد لهم يد الحب ويستعد للتآخي معهم فور ظهور الإمام وسقوط الأفكار الموروثة عن أذهانهم .
· أما من يتشبث بالفكر الطائفي ويحول الطائفة الى قبيلته وعشيرته ويضفي عليها صفة القداسة أو العصمة ويُبرئ حتى أهل الباطل الذين فيها فلن يستطيع أن يكون في الخط الأول لحركة الإمام (ع) لأنه يُفكر بمنهج مخالف لمنهج الإمام (ع) ..
· فالمهم كل المهم أن نبرئ ساحة الإمام (ع) من التفكير الطائفي الذي يحاصرنا وأن نعلن لأنفسنا ولكل البشرية أن الإمام المنقذ (ع) القادم بقوة الله لا يأتي من أجل طائفة وإنما يأتي من أجل كل الخيّرين والطيبين في كل الطوائف والملل .. والمهم لمن يريد أن يكون في منهج الإمام (ع) هو أن يتحرر من التفكير الطائفي والنوازع والدوافع الطائفية وأن يعطي الولاية لله سبحانه وللإمام (ع) ولا يُبرئ أهل طائفته من الآثام ولا يتهم أهل الطوائف الأخرى بالمظالم ويعصم طائفته .
الإمام المنقذ (أرواحنا فداه) هو ملك الله جل جلاله وهو قادم ليحرر الناس من القوالب الطائفية التي تحاصرهم وهو يُحب كل الخيّرين في أي ملة أو مذهب كانوا سواء رضي الآخرون أم لم يرضوا