بعد الصياح والنياح ومؤتمرات التسول في عمان والقاهرة ودمشق التي عقدت باسم مشكلة اللاجئين العراقيين المفتعلة واللهاث وراء أموال العراق التائهة (مجهولة المالك)، فهذا يطلب مليار دولار لبناء مدرسة لأبناء العراقيين قرب القصر الملكي في عمان وآخر يريد مليار ثاني لتأمين مليون (لفة فلافل) لبضعة آلاف من اللاجئين العراقيين في مصر والقائمة تطول وتعرض لنجد العراق في النهاية خالي الوفاض من أمواله التي صرفت كنفقات إقامة في فنادق الدرجة الأولى لأعضاء تلك المؤتمرات، لنبدأ من جديد في جمع الأموال والإعانات للعراقيين الذين بقوا في بلادهم ولم يغادروها رغم العبوات والمفخخات والاغتيالات، مفضلين الغربة في بلادهم على ذلة ومنة عرب الجنسية ممن شبعت بطونهم من خيرات العراق يوم كان العراق عراقهم وأبناءه عيدان حطب لنيران الحروب، بعد كل ذلك هدأت الزوبعة قليلا عندما فتح العراق صرة نفطه مرة أخرى لإخوته الأعداء، ففتحوا مناخيرهم ليشموا رائحة نفط العراق التي حرموا منها لمدة أربع سنوات .
ففي زمن الطغاة الملعونين كان نفطنا يذهب مجانا (ليهود الأردن) ليصل من هناك إلى (عرب إسرائيل)، دون أن ينتفض عرب اللسان ودعاة القومية العربية آنذاك، لان كوبونات النفط أخرست ألسنتهم وألجمت أفواههم التي تنهش بنا ليلا ونهارا اليوم ومن على منابر الارتزاق وقنوات الإرهاب الفضائية .
واليوم افتضحت الصورة وبانت الإخوة العربية المنافقة، فلكل شيء عندهم ثمن وليس هناك شيء اسمه عروبة أو ضيافة عربية، فعمان والقاهرة ودمشق الآن ليست كبغداد التي استضافت جياعهم وأراملهم ومجرميهم، وما دمت عراقيا فليس مسموحا لك الإقامة إلا بعد أن تدفع حكومتك فواتير إقامتك مقدما وهذا ما حصل، فخلال الزيارة التي قام بها مستشار الأمن القومي العراقي الدكتور موفق الربيعي إلى الأردن يوم الثلاثاء 14/8/2007، تم الاتفاق على تزويد الأردن بخمسين ألف برميل نفط يوميا، لكي تقوم الأردن بالمقابل بتحسين المعاملة للعراقيين وتقبل استضافتهم !!
لتعيش الأخوة العربية وليهنأ العراق بجيران السوء، وبالنسبة لي وللكثيرين غيري فالموضوع عادي وليس مستغربا فهؤلاء هم عرب اللسان وهذا ما نتوقعه منهم وأتحدى حكومات العرب أن تسيء معاملة أمريكي أو انكليزي واحد يقطن أراضيها أو يعبر حدودها .
إلا إن ما يثير الاستغراب في موضوع الاتفاق النفطي مع الأردن هو الطلب من الجانب الأردني تأمين الطريق داخل الأراضي العراقية لسلامة مرور الصهاريج المحملة بالنفط الخام !!!!!
فهل سمعتم بهكذا اتفاقات من قبل، وكيف لا يتطاول علينا العربان إذن إذا كانوا هم يحرسون طرقنا، ثم كيف سيتم تأمين الطريق، هل ستنتشر قوات أردنية داخل العراق وهذا ما يدعوا له الطائفيون الذين يملئون الفضائيات زعيقا ونحيبا على حمى الإسلام الضائع في العراق، فإذا كنا نأمل يوما أن يرحل الأمريكان عن بلدنا، فلن نجد ذلك اليوم الذي يرحل فيه العربان عنا بعدما يروا ارض العراق وخيرات العراق ونفط العراق، ونصبح غرباء في بلادنا يستأسد علينا لاجئي الأمس ومنافقي خلق وباتوا سكاكينا تنحر رقاب أبنائنا بحجة الجهاد والمقاومة .
ونسأل حكومتنا، كيف وافقت على تأمين الطريق من قبل الأردن وما دور قواتنا المسلحة في المنطقة الغربية وأين عشائر الصحوة، فإذا كانت الأردن قادرة على تامين الطريق بدخول قواتها الأراضي العراقية فهو أمر في غاية الخطورة ويجب إعادة النظر فيه، أما إذا تم تامين الطريق بغير ذلك، فهنا يجب التريث قليلا وتحليل الأمر بروية وتمعن ولا نريد أن نستبق الأحداث ونبين العلاقة بين المجاميع الإرهابية التي استباحت الحرمات على طرق المنطقة الغربية و دول الجوار العربي (سوريا والأردن والسعودية) فلهذه الدول علاقة ومعرفة بكل ما يدخل الأراضي العراقية منها ومن خلالها، وقد أثبتت الأحداث والمعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية العراقية تهاون تلك الدول وغضها النظر عن دخول الإرهابيين ومعدات الدمار إلى العراق .
وأخيرا وبعد أن وافق العراق على تزويد الأردن بالنفط هل سنرى تبدل مواقف ملكهم من (هلاله الشيعي) وبرلمانهم الحاقد وإعلامهم الناطق باسم صدام المقبور، أم سيظل الأردن مرتعا وملاذا آمنا ومنتجعا للناقمين علينا والقاتلين أبنائنا في الأمس واليوم وعلى رأسهم أميرة الحسن والدلال زبيبة والملك عفوا (رغد بنت صدام ابن حسين الــــ....) !
سنرى وترون ... وان غدا لناظره لقريب، وقديما قالوا (خل روحك بعز دوم بالك تذله ولا تطلب الحاجات إلا من اهلها) .